* انعدام الثقة في حل نهائي للقضية الفلسطينية وتطور سلاح المقاومة يهددان بانكماش الاقتصاد* فشل سياسات الدمج وتزايد التمييز ضد العرب والمقيمين الأفارقة ينذران بحرب أهلية* الممارسات الإسرائيلية في حرب غزة واختراق المقاومة القبة الحديدية أثارت مخاوف اليهودساهم نجاح المقاومة الفلسطينية باختراق منظومة القبة الحديدية لإسرائيل وتهديد أمن مواطنيها في تراجع مؤشرات الأمان والسلام ونمط الحياة والتعايش في المجتمع الإسرائيلي، في وقت توقع مراقبون أن يُضعِف تهديد المقاومة على المدى القريب ـ في ظل غياب سلام عادل ـ محفزات الاستثمار والهجرة الى إسرائيل، مرجحين تراجع اسرائيل في قائمة أكثر دول العالم جذباً للاستثمارات ورؤوس الأموال وهجرة الأثرياء مع نهاية العام الحالي.ويرجّح تقرير بحثي موجز أعده مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث "لتقديرات الخسائر غير المباشرة التي تكبدتها اسرائيل جراء تطور سلاح المقاومة الفلسطينية والقصف الصاروخي الذي طال العمق الاسرائيلي" أن تؤثر سلباً حالة تصعيد العنف المرافق للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على بيئة العيش والتنمية التي تطمح اليها الدولة العبرية، وفيما يلي التفاصيل:رغم محاولات اسرائيل تحسين بيئة التعايش والاستقرار داخلها مع تقليص التهديدات الخارجية بالانفتاح على التعاون مع الدول العربية والحرص على التطبيع معها، الا أن بيئة الأمان تبقى هشّة وتداعياتها مباشرة على الاقتصاد والتنمية وسط زيادة مخاوف المستثمرين داخل وخارج إسرائيل وترددهم في الاستثمار في ظل تصعيد الصراع وانعدام الثقة حول مآلاته بسبب عدم حل حاسم للقضية الفلسطينية واستمرار المقاومة وتطور أساليب دفاعها وهجومها.توقعت تقديرات المخاطر التي أحصاها البحث أن تفقد الحكومة الإسرائيلية نسبة من تدفق الاستثمارات الخارجية والمهاجرين الأثرياء اليها بين عامي 2021 و2022 بدفع من احتمالات انكماش اقتصادي بسبب الحرب الأخيرة على غزة مقارنة مع العامين 2019-2020، وعادة ما يتأثر الاقتصاد الإسرائيلي بأي عمل عسكري يهدد أمن الإسرائيليين، الا أن درجة التأثير جراء حرب 11 يوما، نظرا لتطور قوة المقاومة العسكرية والأضرار التي ألحقتها بالداخل الإسرائيلي، قد يكون مداها أكبر من التوقعات وتداعياتها قد تستمر للعام المقبل.ومن المتوقع أن تكون تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة وخطورة التهديد الذي باتت تشكله المقاومة على أمن الإسرائيليين أكبر من تلك التي سجلت في الحرب المماثلة في 2014، وستخلف هذه التداعيات انكماشا لنمو قطاعات السياحة والتجارة بشكل مباشر مع توقعات بانخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نهاية هذا العام بسبب زيادة المخاوف من عدم استقرار الوضع الأمني.مؤشر الأمانويستنتج البحث أن تخسر إسرائيل، في ظل عدم الاستقرار السياسي الداخلي والتوتر الحدودي وتطور سلاح المقاومة الفلسطينية، نسبة مهمة من الراغبين في الانتقال اليها من اليهود وخاصة الأثرياء على المدى القريب، مبينا أن تراجع مؤشر الأمان والسلام في البيئة الإسرائيلية بسبب تداعيات جائحة كورونا في البداية ثم زيادة نسبة المخاطر والتهديد والقلق من ترسانة سلاح المقاومة، من شأنه أن يمثل في النهاية عوامل طاردة للهجرة والاستثمار والتعايش على المديين القريب والمتوسط في إسرائيل وبخاصة في ظل انخفاض مؤشر الاندماج المجتمعي الاسرائيلي وزيادة التمييز ضد المقيمين العرب والمهاجرين الافارقة وفشل سياسات الدمج الحكومية الإسرائيلية.وتنذر سياسات فرض الهيمنة المجتمعية لليهود المحافظين والمتشددين على حساب الليبراليين والمنفتحين على التعايش والسلام مع الأطياف الأخرى باحتمالات زيادة تفكك منظومة الانسجام بين الطبقات اليهودية داخل إسرائيل، وتصل حالة الاحتقان المجتمعي في إسرائيل الى درجة مقلقة وصفها الرئيس الإسرائيلي بمخاوف جدية من حرب أهلية.ولاقت سياسات إسرائيل العسكرية في الحرب الأخيرة على غزة واستهدافها للمدنيين موجة رفض واسعة حتى بين أوساط اليهود في العالم، الذين وجهوا النقد بالدرجة الأولى لسياسات الحكومة الاستفزازية والعنصرية ضد الفلسطينيين ومحاولة إلغاء حقوقهم وتجاهل مطالبهم في مستقبل آمن ومزدهر الى جانب الاسرائيليين.الهجرة إلى اسرائيلموجة انتقادات ادارة الحرب الاسرائيلية على غزة التي خلفت عشرات الاصابات في صفوف المدنيين وخاصة الأطفال من شأنها أن تضعف محفزات هجرة اليهود خلال هذا العام والعام المقبل على الأرجح الى إسرائيل بنفس النسق في السنوات الماضية، حيث لا يخفي الكثير من اليهود في استطلاع لوسائل اعلام ومنصات تواصل اجتماعي زيادة قلقهم من مخاطر عدم حسم حل الدولتين وارتداداته على أمن الإسرائيليين وبخاصة بعد تطور سلاح المقاومة.الهجرة العكسية تشكو إسرائيل منذ سنوات قليلة من ظاهرة عزوف الشباب عن الاستقرار داخل إسرائيل مع تسجيل زيادة في معدلات الهجرة العكسية لليهود، وبخاصة الشباب من الأراضي الإسرائيلية الى وجهات أوروبية وأميركية بهدف الدراسة والاستثمار ورفض الخضوع لقوانين الدولة الدينية اليهودية التي تفرضها الحكومة من أجل الحفاظ على هوية الأجيال الإسرائيلية القادمة، فضلاً عن زيادة نسبة اليهود داخل إسرائيل المؤيدين للتعايش ضمن دولتين بهدف زيادة أسس السلام والاستقرار وتقليص لمحفزات التهديدات المحتملة.تداعيات الحربويرجح التقرير البحثي أن يتأثر سلباً ترتيب إسرائيل المتأخر في مؤشر السلام العالمي 2021 بعد تداعيات الحرب الأخيرة واتهامات أممية بتورط الجيش الإسرائيلي في جرائم حرب وابادة استدعت انشاء لجنة تحقيق في هذا الشأن استنكرتها الحكومة الاسرائيلية، كما أسهمت التغطية الإعلامية العالمية في زيادة اثارة القلق بين اليهود حول مستقبل الحياة في إسرائيل في ظل الصراع المفتوح والانقسامات المجتمعية التي باتت تطفو على السطح لصالح زيادة هيمنة الطائفة اليهودية المتشددة وممارستها لاستفزازات ضد بقية المقيمين والمواطنين وبخاصة في المستوطنات.وهناك تخوف من أثر سياسات تشجيع زيادة نسبة اليهود في المجتمع الإسرائيلي على حساب التعسف ضد بقية الإسرائيليين من أصول مختلفة في ظل زيادة تمرد عرب إسرائيل على ممارسات عنصرية لا تصفها بالعادلة، في المقابل تستمر الحكومة الإسرائيلية في تحفيز هجرة اليهود من الدول الغربية إلى القدس والمستوطنات عبر حوافز أيديولوجية ودينية ومن خلال وعود بتوفير وضع اجتماعي واقتصادي أفضل وتحسين نمط حياة المهاجرين مقارنة ببيئة المنشأ.تحولات وتحدياتويعيش المجتمع الإسرائيلي تحولات وتحديات داخلية ضخمة في ظل تراجع نسبة اليهود مقابل زيادة مهمة للعرب والمهاجرين الافارقة، وبدراسة نمط الهجرة الذي تعتمده الحكومة العبرية، تروّج إسرائيل لنفسها منذ سنوات كوطن بديل لشتات اليهود في العالم وكوجهة سياحية واستثمارية آمنة وكبيئة تعايش ديمقراطية، الا أن هذه الميزات بات التشكيك فيها حتى من أصدقاء إسرائيل الأوروبيين بعد سياسات التمييز العنصري وجرائم الحرب في حق الفلسطينيين واجراءات تمييز عنصري ضد العرب والافارقة.

دمار خلفته صواريخ المقاومة في تل ابيب