كتب ـ جمال بخيت:"صوت الصمت" عنوان معرض الفنان عبدالوهاب العوضي في قاعة "كاب" للفنون والذي عرض خلاله مجموعة من اللوحات التي تنوعت بين الكبيرة والمصغرة، وتميزت بقدرتها على محاكاة الانسان التي دأب العوضي على تقديمها في معارضه الشخصية.قدم الفنان عدداً من الأعمال الفنية التي تميل إلى التجريد، والعناية الشديدة بالتفاصيل، والرمزية لتعبر عن مشاعر إنسانية وخفايا نفسية، يمكن قراءتها على مستويات عدة، حيث يأخذ المستوى النفسي أو السيكولوجي منها بعداً مركزياً، بسبب تداخل الملامح الخاصة بالكائن البشري مطموس الملامح الذي يعد الشخص الرئيس، والألوان من جهة أخرى، وكذلك يتداخل البعد السريالي الرمزي مع ملامح الواقعي في أكثر من عمل. يستلهم العوضي موضوعات لوحاته من بنات أفكاره، متبنيا في لوحاته التشكيلية مضامين انسانية تهدف إلى تحقيق التفاهم الإنساني، وتعميق أواصر الصداقة والتوافق والاحتواء والتفاعل النفعي الحضاري والثقافي الجمالي ما بين الشعوب والأفراد، بعيدا عن تأويلات الكلام المكتوب حول النص الفني.يطلق العوضي العنان لريشته لتشكيل لغة عالمية تتجاوز القوميات وحدود الجغرافيا للدول والأديان وأنماط الايديولوجية المحلية والقومية، مخترقاً كل المفاهيم القائلة بمحدودية الفن التشكيلي وقدرته على التواصل في صنع حضارة انسانية شمولية متكاملة البصمات وجامعة للهويات والخصوصيات.ولا يقترح العوضي عناوين لمنتجاته الفنية التشكيلية تاركا مهمة قراءة اللوحات للمتلقي، رافضا تأطير لوحاته ورسوماته ضمن إطار معين، متبنيا قضايا وأفكارا محلية وعالمية تشغل تفكيره وتؤرقه، يرى العوضي أن الفكرة هي أساس اللوحة الناجحة والفنان الذي تنضب افكاره ويلجأ إلى ترجمة أفكار الآخرين عبر لوحاته ورسوماته بملء ارادته لن يستمر نجاحه وسيأفل نجمه سريعا.يقول العوضي عن المعرض: للمرة الأولى اعرض هذا الكم الكبير من اللوحات التي تحتوي على أعمال وأفكار جديدة فنيا وموضوعا، واللوحــات بأحجام مختلفة، انا لـــــــم ابتعد عن محاكاة الهم الانساني وأهوال الحروب ومعاناتهم،اضافة الى تقنية جديدة في التعامل مع اللوحة.تنبع أعمال الفنان العوضي في معرضه "صوت الصمت"، بأحجامها المختلفة، من ملاحظاته الهادئة وتصوراته حول التغيرات المجتمعية والثقافات وقد حملت اللوحات تصويرا فريدا للأشكال والتجريدات، باستخدام درجات الألوان الهادئة.وتمكن العوضي، من خلال هذا التأثير الواضح لفن الكاريكاتير مع دقة الملاحظة أن يخلق أسلوبا فنيا خاصا، يميل للتعبيرية التجريدية، ويعبّر عن قضايا إنسانية عدة ، مع ميل للرمزية ومحاولة تطوير تجربته الفنية في كل مرة، كاشفا عن رغبته في التجديد والتطوير.

معاناة (تصوير:محمد مرسي)

تجريد

جانب من المصغرات