الأخيرة
صوت من العراق!
الخميس 01 أغسطس 2019
5
السياسة
طلال السعيدليس مستغربا أن يخرج بين الحين والآخر صوت من العراق الشقيق يعيد اسطوانة الطاغية المقبور نفسها، ومن كان قبله ممن تزعموا العراق، أو جاؤوا لحكمه على ظهر دبابة، والذين لا تختلف نهاياتهم عن نهاية الطاغية المقبور، فكلهم ماتوا شر ميتة، اللهم لاشماتة! المستغرب حقا ان يستكثر مواطن كويتي ان يسمع مثل هذا الكلام من سياسي عراقي، او حتى مواطن عراقي عادي، فمن يمعن النظر في الغزو نفسه يجد ان الغزو كان غزوا عراقيا، بكل ماتحمله الكلمة من معنى، اتفقت به إرادة شعب العراق، مع طمع ورعونة قياداتهم، فلم يعترض مواطن او مسؤول واحد على الغزو. تصوروا ان التهام الكويت أمر سهل، فكل من دخل الكويت من العراقيين منذ اليوم الاول للغزو، اما كان عسكريا محتلا يقول انه ينفذ تعليمات القيادة وهو يتلذذ بإذلال الكويتيين، او حراميا جاء ليسرق ويقول انه جاء يتفقد ربعه في الكويت، فلم يسلم من سرقتهم شيء ابدا. لم يكن الجيش الغازي بكل فئاته صديقا للكويتيين، فقد مارس ضدهم شتى انواع العذاب، لدرجة جعلتهم يعدمون رميا بالرصاص الكويتي امام بيته وعائلته بدم بارد، ويطلبون من اهله قيمة الرصاص الذي اعدم به، والتهمة رفع علم الكويت، او الاحتفاظ بصور رموزها ويالها من تهمة!أما الشريف من اهل العراق فهو الذي لزم بيته ولم يشارك بالغزو، ولم تطأ قدمه ارض الكويت المغتصبة، خوفا من الله!ثم جاء تحرير الكويت وهزيمة جيشهم العرمرم الذي رغم عدده وعدته الا انه كان يحارب من دون عقيدة، فجاء تحرير الكويت صادما للشعب العراقي كله، الذي كان يعتقد ان الكويت شطبت من التاريخ والجغرافيا، تماشيا مع بيانات قيادته. سقط النظام الغازي شر سقطة وبقيت الكويت حرة مستقلة شامخة بقيادتها التاريخية، ورغم مرور نحو ثلاثة عقود من الزمن لا نزال نتسلم رفات أسرانا من العراق، ففي كل يوم تكتشف مقبرة جماعية دفن فيها اسرى الكويت... فماذا بعد ذلك؟ مهم جدا الا يلتفت اهل الكويت لتلك الأصوات الشاذة، وألا يهتموا بها، ومهم جدا ان نعتز بوطننا ووطنيتنا، فنحن بخير، وتحت ظل قيادة راشدة خيّرة حكيمة نحبها وتحبنا، ونحسد عليها، فإن جاء منهم خير فهم جيراننا ونحن نبادل الخير بالخير، وان جاء منهم شر فلن يكون اشر من غزوهم لبلادنا..زين.