الاثنين 14 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

صيام: "أمل" يبرز نضال المرأة المصرية في الثورة

Time
الاثنين 12 نوفمبر 2018
View
5
السياسة
لم يكن في الإمكان عرض فيلم "أمل" في مصر، حيث منعته السلطات، لكنه وجد طريقه للعرض في "أيام قرطاج السينمائية" في تونس، البلد الوحيد الذي نجا من التداعيات السلبية لـ"الربيع العربي".
يرصد الفيلم الوثائقي للمخرج المصري محمد صيام حياة فتاة مصرية "متمردة" في الرابعة عشرة من عمرها باحثة عن هويتها، في بلد يعيش مخاضا. وتشارك الفتاة بحماسة في ثورة يناير 2011 لاسيما في ميدان التحرير.
يقول المخرج لوكالة فرانس برس: "يهمني أن يشاهد الجمهور هذا العمل، مهما كان لونه وجنسه وعرقه، ولو بعد سنة أو عشر سنوات"، أما عن منعه في بلده فيقول "أجهل الأسباب".
يشدد صيام على أن موضوع الفيلم هدفه "إبراز دور المرأة المصرية التي ظلّت حقوقها مهمّشة رغم مساهمتها الفاعلة في مسار الثورة".
ويضيف: "السلطة قوية جدا (..) نحن بحاجة إلى كلّ الطاقات بغض النظر عن الجنس، من أجل إنجاح المقاومة والتصدي للسائد".
وأنجز الفيلم السينمائي الذي استغرق ست سنوات، العام 2017 وسبق أن عرض في مهرجانات دولية بينها مهرجان "إدفا" الدولي للأفلام الوثائقية الذي نظم في أمستردام العام 2017.
وتتخلل الفيلم مشاهد صادمة وعنيفة، يُبرز المخرج فيها ما تعرضت له "أمل" من مطاردة وتعنيف وسحل من شعرها بطريقة وحشية، على يد رجال الأمن آنذاك.
وتتابع كاميرا صيام بدقة على امتداد ساعة ونصف الساعة بطلة الفيلم التي تتنقل بين أماكن التظاهرات، مرددة "عندما نرى الموت على الأرض يموت الخوف بداخلنا"، وفي أحيان أخرى كانت تستحضر وصيّة والدها بأن "تفعل كل ما تراه صالحا من دون الخوف من أحد".
وفي المقابل، وفي لقطات سينمائية أخرى، يبرز صيام ضعفها حين تتنكر في زي شاب حتى تخفي مظاهر أنوثتها خلال مشاركاتها في الاحتجاجات العرمة، خوفا من التحرش الجنسي بها.
وتعرّضت نساء عدة لاعتداءات جنسية خلال التظاهرات، وكشفت هذه الوقائع بفعل التغطية الإعلامية المتواصلة آنذاك، ما ساهم في إنهاء حالة الإنكار لدى الكثيرين لوجود مشكلة تحرّش في مصر.
واستعان صيام في فيلمه بمقاطع مصوّرة عن اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن التقطها صحافيون ونشطاء لاسيما في الليل، وبعض تسجيلات حقيقية لـ"أمل" كان التقطها لها والدها ليبرز مختلف مراحل عمرها، والتغيرات التي طرأت على شخصيتها.
وفي الوقت ذاته، يروي الفيلم واقع الأحياء المهمشة التي رأت في الثورة أملا بالتغيير، فازدانت جدرانها بشعارات ثورية. ووسط كل الأحلام، نقاشات حادة بين "أمل" ومحيطها العائلي، بخصوص الانتخابات و"حكم العسكر" و"الشريعة الإسلامية" وقضية المرأة والتدخين.
وبعد ست سنوات على الثورة، تسود مشاعر الغضب والإحباط لدى الناشطين المصريين في ظل ما يصفونه بأنه قمع مستجدّ يكاد يفقدهم الأمل في المستقبل.
ويأتي فيلم "أمل" ضمن ثلاثية أفلام أخرجها محمد صيام تتمحور حول السلطة والقوة، وهما مسألتان تشغلان المخرج الذي أختير عضوا في لجنة جوائز "أوسكار" الأميركية السنوية اعتبارا من العام الجاري إلى جانب زميله ياسر حامد.
ففي فيلم "بلد مين" يرصد عناصر من الشرطة أثناء أداء عملهم ليقف عند التجاوزات في السجون المصرية والفساد المستشري في أجهزة الامن.
أما الفيلم الروائي الطويل الثالث "كرنفال" فهو بمثابة "الكوميديا السوداء حول السلطة في زمن الاضطرابات و الفوضى.
وشارك فيلم "أمل" في المسابقة الرسمية لمهرجان "قرطاج" السينمائي، ونال "التانيت الذهبي" في مسابقة الأفلام الوثائقية، والمهرجان دأبت تونس على تنظيمه منذ 1966، وعرض هذه السنة أفلاما من 12 بلدا عربيا هي سورية، العراق، مصر، الأردن، فلسطين، لبنان، المغرب، الجزائر وتونس إلى جانب ستة بلدان أفريقية.
وضمت المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية 2018 المكرسة للمخرجين العرب والأفارقة 44 فيلما من بينها 11 فيلما وثائقيا و13 فيلما روائيا.
آخر الأخبار