ضباط الأمن!

طلال السعيد

كلنا نعرف أن الديرة ما ينفعها إلا أهلها، وكلنا نعي هذه الحقيقة، لكن للأسف البعض منا يتجاهلها، ولايعمل بها.
على سبيل المثال هناك آلاف العسكريين المتقاعدين من مختلف الرتب من الجيش، والشرطة والحرس الوطني، الذين لا يزالون قادرين على العمل والعطاء، ومن ضمنهم من يبحث عن فرصة عمل تليق به بعد التقاعد، والمؤسف ان هؤلاء لا يستفاد منهم وفي المقابل نستقدم من الخارج ضباط امن نسلمهم مهمات لا يقومون بواجبهم فيها، فبعضهم لا يخافون الله فينا، ولا في بلدنا، ولا يؤدون الواجب بشكل صحيح.
بالامس تداول الناس فيديو لضابط أمن يسرق سيارات المصلين في جوار المسجد في يوم الجمعة، وقد ألقي القبض عليه بتوفيق من الله، ثم بجهد احد المصلين، ولولا هذا المصلي، جزاه الله خيرا، الذي صوره لما تم إلقاء القبض عليه، ولاستمر حارس الامن بسرقة الناس الى ما لا نهاية، فليس هذا الاول، ولن يكون الاخير، ما لم ننتبه لأنفسنا، ونعتمد على العناصر الوطنية، كحراس امن، او في البداية كمشرفي أمن، للسيطرة على هذه المهنة بالذات، التي تشكل خطرا داهما على امن البلد بعامة.
فكم مجمع تجاري حصلت فيه مشكلات كبيرة بسبب حراس الامن، وكم مدرسة، خصوصا مدارس البنات، اكتشفت فيها نشاطات مشبوهة لحراس الامن، ولا داعي لشرح ذلك، فالوقائع كلها مسجلة ومعروفة!
نحن بأمس الحاجة الى مسؤول كبير يقرع جرس الانذار لتكون هذه الحادثة هي الضارة النافعة التي تجعل الدولة كلها تتحرك لتكويت هذه المهنة لأهميتها القصوى، على ان يتم التكويت تباعا، ففي المملكة العربية السعودية حين بدأت السعودة، وهي احلال العناصر السعودية مكان الوافدين، شكك الجميع بنجاحها، ومع الوقت ثبت ان العناصر الوطنية قادرة على العطاء بشكل لافت للنظر، فلماذا لا نستفيد من التجربة السعودية الرائدة في منطقة الخليج، والجزيرة العربية؟
مقولة الكويتي ما يشتغل مقولة اكل الدهر عليها وشرب، اطلقها بعض الوافدين للمحافظة على وظائفهم ،وصدقها البعض الاخر، بينما واقع الحال يقول ان العنصر الكويتي مبدع في كل مكان يشغله، وابداعه ليس له حدود، شريطة ان يعطى الفرصة.
ولعلم الجميع قد تكون المهمة صعبة في بدايتها، لكنها بالتأكيد سوف تنجح في النهاية، ونجد المواطن الكويتي يعمل في كل مكان مثله مثل شقيقه السعودي، الذي اثبت نجاحه في جميع المجالات!
الامر كله يحتاج الى قرار قوي يصدر، وينفذ، ويحترمه الجميع، فنحن بحاجة الى القرار... زين.