الخميس 21 أغسطس 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ضبط مواطن

Time
الخميس 26 سبتمبر 2019
السياسة
طلال السعيد

لا تكاد تخلو الأخبار الأمنية التي تنشر صباح كل يوم في الصحف المحلية من خبر"ضبط مواطن"، من مثل : "تمكنت الدوريات الفلانية من ضبط مواطن مطلوب للتنفيذ المدني خلال تجوالها في المنطقة الفلانية وجرت إحالته الى الجهات المختصة، فيما تمكنت الدوريات الفلانية من ضبط مواطن آخرعليه حكم سجن وإحالته إلى تنفيذ الاحكام.
بهذه الصورة، تسيرالاخبار الأمنية ،بشكل شبه دائم تقريبا، ونادرا ما نسمع أو نقرأ عن ضبط وافد مطلوب لأي جهة كانت، وغالبا ما نقرأ ان الوافد المطلوب للجهة الفلانية تمكن من الهرب الى بلده، قبل أن يتم ضبطة أو التعميم عليه.
هناك ما يزيد عن 100الف وافد أو أكثر مخالفون لقانون الإقامة، يتجولون ويعملون بالكويت بكل حرية وراحة، ولا احد يضبطهم، وهناك آلاف الوافدين مطلوبون لتنفيذ الاحكام، وللتنفيذ المدني، ولايتم ضبطهم ايضا إلا حين تشن حملة على جليب الشيوخ، بعد غفلة طويلة تعود خلالها أسواق "الحرامية" للعمل، ويخرج المطلوبون من مخابئهم، وتعود خلالها حياة الفوضى الى الجليب وضواحيها، ثم بعد ذلك ترتفع اصوات الناس بالتذمر، فتشن حملة أمنية تشارك فيها البلدية، ويسلط عليها الضوء الكاشف، ثم ما تلبث ان ترتخي القبضة الأمنية؛ لتعود حليمة لعادتها القديمة، وتعود أسواق "الحرامية" لممارسة عملها، وكأن شيئا لم يكن، كما هو حاصل الان، فالأسواق المخالفة تعمل بكامل طاقتها، والمسروقات تعرض على رؤوس الأشهاد، كما يحصل مع التموين المدعوم المسروق.
هناك أكثر من مئة الف مخالف للإقامة يتجولون ويعملون، ويحولون النقود الى بلدانهم، ولايسأل عنهم احد والمواطن، ما أن يتم ضبطه حتى تنشر أخباره في الصحف المحلية في صباح الغد، وكأن الضبط والإحضار للمواطنين، فقط وان الدوريات شغلها الشاغل ضبط المواطنين المطلوبين، اما الوافدون فليسوا بالحسبة، او قل ان لهم أساليبهم الخاصة للإفلات من الدوريات، والتفتيش والحواجز الأمنية حتى حين تضبط مجموعة منهم لايصل الى الإبعاد إلا ربع الربع من الذين تم ضبطهم، فلهم حيلهم التي يحتالون بها وتخرجهم من اصعب المواقف، فلا تصل للصحف الا أسماء المواطنين فقط، و"البركة في مسربي الاخبار" من مخافر الشرطة، الذين وصل الاستهتار بهم الى درجة تصوير دفتر أحوال المخفر، وتسريبه خصوصا حين يكون احد الأطراف شخصية معروفة فقد أمنوا العقوبة.
كلنا نعرف ان من تعثرت ظروفه لسبب او لآخر فعجز عن الوفاء بالتزاماته ليس مجرما، ولايستحق التشهير، ولكن، ماذا تعمل مع الذين يفرحون بمصائب الاخرين، ويسارعون الى نشرها؟ بينما المطلوبون من الوافدين لايتعرض لهم احد، بل يجاهرون بمخالفة القانون بكل الأشكال من دون خوف، كالذين حولوا موقف الباصات في مدينة الكويت الى صالة قمار، ولاينشر سوى اسم المواطن، أعجبني مثل شعبي سمعته يقول:"أبوي مايقدر إلا على أمي"..زين
آخر الأخبار