الخميس 29 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ضحايا النصب

Time
الأحد 28 أغسطس 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

مع كل طلعة شمس، مع شديد الاسف، نسمع عن قضية نصب جديدة ضحيتها اما مؤسسة، او جمعية كويتية، او مواطن كويتي، حتى اصبحنا كلنا ضحايا النصب بطريقة او اخرى!
والمؤسف حقا ان كل قضايا النصب من جالية واحدة، ولكي لا نظلم فإن من بين كل مئة جريمة نصب يظهر واحد من جنسية اخرى!
يقال ان مقاولا من الجنسية إياها نصب على 17 شابًا من اهل بيوت المطلاع، بعد ان تسلم منهم المواد المدعومة و"العرابين"، ثم باع المدعوم وحول الاموال الى بلده وغادر اليه، و"تعالوا دوروه"!
مجموعة شباب وضعوا كل ما فوقهم ودونهم في بيت العمر، ليستقروا هم واولادهم، ليأتي مثل هذا النصاب المحترف ويسرقهم!
قد نحملهم المسؤولية لثقتهم بمقاول غير معترف به رسميا، فسلموه حلالهم! لكن في الوقت نفسه نسأل عن الفوضى التي يمارسها الوافدون عندنا، اذ ياتي احدهم الى البلاد بصفة عامل، ويتحول الى مقاول، ويأتي سباك ثم يصبح "باشمهندس"، ويأتي سائق ويتحول الى ميكانيكي، والضحية المواطن.
فكيف يسمح لمثل هؤلاء بممارسة النصب والاحتيال على مواطن بحث عن الارخص فوقع بحبال نصاب، ونحن بالتأكيد لا نعفي المواطن من المسؤولية، لكن يجب ان تكون الدولة هيبة!
فكيف استطاع مثل هذا النصاب المقاول طباعة العقود، وتوقيعها، وختمها وهو غير مؤهل، فان لم يكن قد بيت النية على السرقة، فان الفوضى شجعته على السرقة!
قد يكون هذا حرامي بالفطرة قدم من بلاده للسرقة، وليس للعيش الكريم، وقد يكون الجو العام وانتشار الحرامية الذين لا يُعرف كيف وصلوا الينا يجعل من غير الحرامي حراميا، لكي يعود بالغنيمة الى بلاده، وليس مهما اذا كانت حلالا او حراما!
ولا يتصور احد ان هذه الضربة سهلة، او غير موجعة، لهؤلاء الشباب فهي قاصمة لضهورهم، فليس لديهم ما يكفيهم لتكملة مشروع العمر، وستتوقف بيوت العمر التي تنتظرها عائلاتهم بفارغ الصبر الى ان تتعدل اوضاعهم المالية، وهذا يتطلب سنتين على الاقل مع التقتير على انفسهم، واولادهم، فكان الله بعونهم!
كلنا اصبحنا ضحايا النصب، شئنا ام ابينا، وها هي الطائرات مع كل طلعة شمس تنقل لنا كل بر وفاجر، ونحن نتلقى الضربات واحدة تلو الثانية، وكل منا يقول الحمدلله انها لم تصلني، متناسيا ان الدور سيكون عليه فيما بعد.
كل هذا برسم تعديل التركيبة السكانية، ولا اعرف من يقصدون حين يقولون مت حتى يأتيك الربيع... زين.

[email protected]
آخر الأخبار