الدولية
ضربة سعودية قاصمة لنظام المافيا والميليشيا اللبناني المتاجر بالمخدرات
السبت 24 أبريل 2021
5
السياسة
* وزير الزراعة اللبناني: الحظر السعودي سيُكبِّدنا خسارة تقدر بـ 24 مليون دولار * أشرف ريفي: لبنان يُعزَل عن العالم ويتحوَّل إلى بؤرةٍ للإرهاب وتهريب الممنوعات... أي إلى دولة فاشلة* مصادر لـ"السياسة": العهد يتحمَّل مسؤولية الإساءة إلى سمعة لبنان على المستوى الخارجيبيروت - "السياسة": كأنه لم يكن يكفي الشعب اللبناني ما يُعانيه من نكبات، نتيجة تردي أوضاعه الاقتصادية، وابتعاد الدول الخليجية عن لبنان، جرّاء استخدام الأخير من قبل "حزب الله" وجماعات إيران، منصة للتهجم على المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، دون أن يُحرِّك المسؤولون اللبنانيون ساكناً، حتى صدم اللبنانيون مجدداً بقرار السعودية الذي تبلغته وزارة الخارجية والمغتربين، والقاضي بمنع دخول الخضراوات والفواكه إلى أراضيها من لبنان.كما أعلنت اليونان، ضبط نحو 4 أطنان من مخدر الحشيش مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان إلى سلوفاكيا.وفيما كان اهل المنظومة يجهدون لفك عزلة لبنان، أو عزلتهم، العربية عموماً والخليجية خصوصاً، حيث قام العهد في الاسابيع الماضية بأكثر من خطوة لإظهار حسن نيته تجاه السعوديين... عصفت الرياحُ فجأة بما لا تشتهي سفنُ السلطات اللبنانية، وسارت في الاتجاه المعاكس تماما لرغباتها، حيث اتجهت المملكة نحو مزيد من القطيعة مع بيروت.هذا الموقف لم ينزل كالصاعقة على القطاع الزراعي اللبناني، فبحسب الذي سيتكبّد خسائر كبيرة جراء التدبير، بل أصاب بشظاياه اللبنانيين كلّهم، الذين يتطلّعون بشغف الى عودة علاقات بلدهم مع محيطه العربي، إلى سابق عهدها، وخاصة أن الدول العربية والخليجية تُشكِّل العمود الفقري لاقتصاد لبنان وللاستثمارات والسياحة فيه، وهم أحوج ما يكونون اليوم، الى هذا "السند" بعد ان كسر ظهرَهم فسادُ وانانية الطبقة الحاكمة.والمؤسف أن تصدير المخدرات إلى المملكة يأتي في اعقاب تصدير لبنان الى حدود المملكة الجنوبية، والى اليمن تحديداً، السلاحَ والمسلّحين والصواريخ البعيدة المدى، مع خبراء من حزب الله لتدريب الحوثيين على استخدامها لاستهداف الرياض. كما أن خلايا الحزب وعناصره موجودون ايضا في البحرين، وكانوا قبلها حاضرين في مصر، حيث ألّبوا حلفاءهم على الثورة ضد الانظمة الحاكمة. أما قيادات حزب الله، فلا تنفك تصوّب في السياسة، على المملكة والمسؤولين الخليجيين، متهمة اياهم بالخيانة والعمالة.وقالت مصادر: إن لبنان من جديد سيدفع ثمن تخاذل المنظومة، وشعبُه ضحيّة تحالف المافيا والميليشيا الذي يحكمه... وعلى الارجح، وقياسا الى التجارب السابقة، فإن السلطة لن تتّعظ من الإجراء السعودي الجديد ولن تفهم ان قيام دولة حقيقية فعلية، تحترم نفسها وسيادة الدول الاخرى، دولة لا تردّ الجميلَ لمساعديها بالمخدّرات والصواريخ، بات أمرا مُلحّا.وفيما صدرت دعوات لبنانية، مطالبة السلطات السعودية العودة عن قرارها، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في لبنان، حملت أوساط معارضة، "فريق الممانعة نفسه الذي يستهدف السعودية مسؤولية التورط في إرسال المخدرات إلى المملكة، أو غض النظر عنها"، مشددة لـ"السياسة"، على أن "العهد يتحمل مسؤولية أساسية في الإضرار بالسعودية، والإساءة إلى سمعة لبنان على المستوى الخارجي، وتالياً إلى عزله عن محيطه أكثر فأكثر". وكان المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات، النقيب محمد النجيدي، قال: إن "المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكات الإجرامية، التي تمتهن تهريب المواد المخدرة إلى السعودية، أسفرت عن إحباط محاولة تهريب 2,466,563 قرص إمفيتامين مخدراً، حيث تمت متابعتها وضبطها، بالتنسيق مع الهيئة العامة للجمارك، بميناء الملك عبد العزيز بالدمام، والأقراص المخدرة كانت مخفية داخل شحنة فاكهة الرمان قادمة من لبنان".وأوضح المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات أنه "تم القبض على المتورطين في محاولة تهريبها بمحافظة حفر الباطن، وهم (5) متهمين، منهم (4) مواطنين، ونازح".وفي ردود الفعل، رأى الرئيس ميشال سليمان أنه "إذا كنا لا نستطيع منع التهريب بشكل عام ومنع توزيع الكبتاغون وتصدير الأذى إلى شباب العالم، فكيف نشرع الحشيشة لأهداف طبية كمخرج لتعزيز النمو الاقتصادي... المكتوب يقرأ من عنوانه".واعتبر وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى أن "الحظر السعودي على واردات الخضراوات والفاكهة من بلاده خسارة كبيرة"، موضحاً أن "قيمة تلك الصادرات اللبنانية للسعودية 24 مليون دولار سنويا".من جهته، غرد رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميّل، بالقول: "بعد ضرب كل القطاعات المنتجة القادرة على جذب عملة صعبة، هاهو الفلتان الحاصل على الحدود وتهريب البضائع والمخدرات يؤدي الى ضرب المزارع اللبناني جرّاء مغامرات أمراء الكبتاغون".وتوجهت الوزيرة السابقة مي شدياق في تغريدة على حسابها عبر "تويتر" إلى حزب الله، بالقول: "أما تعبتم من إفقار الشعب اللبناني وتجويعه وإقفال أبواب العالم في وجهه!".وأضافت، أمس، قال النابلسي الذي خوّلتموه التحدث باسمكم: "التهريب شرعي وأداة مقاومة!".وختمت شدياق: "من المواد المدعومة للمواد الممنوعة، إجرامكم واحد!". وأسف النائب الاول لرئيس "اتحاد رجال وسيدات الاعمال الشباب في لبنان كريم ناصر غندور، لـ"القرار الصادر عن السعودية والقاضي بمنع تصدير الخضار والفواكه من لبنان أو عبره الى المملكة"، معتبراً أن "هذا ما جنته أيدي المجرمين من تجار المخدرات الذين يقتلون الشباب في لبنان والخارج بسمومهم البيضاء القاتلة".ولفت الى أن "قرار المملكة صائب وفي مكانه ومن حقها أن تحمي أبناءها وأمنها الاجتماعي والصحي وأن تواجه آفة المخدرات بكل الوسائل المتاحة"، سائلاً: "أين السلطات اللبنانية من مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود وما موقفها اليوم بعد صدور قرار المملكة التي كانت تستورد لغاية اليوم أكثر من 50 ألف طن من الخضار والفواكه من لبنان سنويا؟".وعلق الوزير السابق أشرف ريفي على قرار السلطات السعودية، منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها"، بالقول: "عزل لبنان عن العالم وتحويله إلى بؤرةٍ للإرهاب وتهريب الممنوعات أي إلى دولة فاشلة". وسأل: "هل سيجرى تحقيق بعد قرار السعودية، لإنقاذ ما تبقى من سمعة لبنان واقتصاده؟".كذلك، علق رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب، على "القرار السعودي بمنع دخول الفواكه والخضراوات من لبنان إلى المملكة العربية السعودية". وقال: "تهريب المخدرات إلى دول الخليج وخاصة السعودية يسيء إلى لبنان قبل هذه الدول المطلوب من أجهزة الدولة إتخاذ إجراءات صارمة وتفتيش الشاحنات بشكل دقيق لأن المتضرر هو المزارع اللبناني".