"ضربني وبكى وسبقني واشتكى"

سعود عبد العزيز العطار

فكرنا في أنفسنا واشغلتنا ملذات الحياة كأننا مخلدون على وجه الأرض وتناسينا يوم الحساب ينتظرنا عندما نقف أمام الله عز وجل، وتناسينا حق الوطن وحق شبابنا وفلذات أكبادنا والأجيال المقبلة علينا، وماذا فعلنا من أجلهم، وماذا سنترك لهم وأي مستقبل سينتظرهم، فالعبث بصندوق احتياطي الأجيال القادمة إجرام بحق الوطن وبحقهم والإسراف وتبذير الأموال بلا وجه حق لتلك الزيادات المهولة بقوانين مدسوسة بلا معنى وبلا وجه حق لبعض الفئات بالآلاف سواء لوكلاء ووزراء ونواب ولمقربين وتقديم المنح التي تصل بالمليارات لبعض الدول بالمجان بلا توقف يجب أن توقف، فالأحق أن تكون هناك عدالة ومساواة اجتماعية للجميع لا أن نضع المبررات والعراقيل عندما يكون هناك اقتراح لزيادة الرواتب ومعاشات المتقاعدين بأنها تثقل أعباء وكاهل الحكومة لأنهم أحق من الجميع .
ناهيك عن تلك المشاكل التي نحن بانتظار اتخاذ الإجراءات بحلها على وجه السرعة كالتركيبة السكانية الواضحة والمكشوفة للجميع التي تثير علامات استفهام وتعجب واستغراب على صمت الحكومة الموقرة، وإلى الضعف في البنية التحتية المتهالكة ونحن بلا تحرك ، إلى انعدام تنوع الدخل القومي والاعتماد فقط على النفط رغم كل التحذيرات ، وضعف تردي مخرجات التعليم، ولتدهور الحركة الرياضية البائسة التي هي في انحدار إلى انحدار من أجل أشخاص يعملون من أجل مصالحهم الشخصية، إلى انعدام وجود أماكن للسياحة والترفيه والكثير الكثير كلها تحتاج إلى قرار وتوجيه وحزم وتنفيذ وتطبيق .

آخر كلام
"ضربني وبكى سبقني واشتكى" بالفعل هذا المثل فيه خبث ووقاحة وافتراء بلا حياء يمارسه للأسف الكثير من بني البشر الذين يتقمصون ويلعبون دور الضحية والمغلوب على أمرهم للتهرب من المسؤولية وبخاصة عندما يكونون ذات وجاهة ومناصب قيادية تحتم عليهم أن يكونوا قدوة صالحة ومثالا يقتدى به في إظهار الصدق والحكمة والعقلانية والأمانة في أفعالهم قبل أقوالهم واحترام عقول وآراء الآخرين لا استخفافهم وتحمل المسؤولية بكل شجاعة وإلا فالجلوس في البيت وإعطاء الفرصة للآخرين افضل لأن لا مكان للتقاعس عن خدمة الوطن والمواطن.
والله خير الحافظين.

كاتب كويتي
[email protected]