ضرر شراء رضا وولاء الحاضر تكلفته قاسية على مواطني المستقبل

قال الشال عن بيان الجمعية الاقتصادية الكويتية حول العجز الاكتواري إن الجمعية أصبحت تقوم بدور إيجابي في نقد السياسات الاقتصادية والمالية للدولة، وهو دور في صلب اختصاصها، وذلك أمر لا نملك سوى شكرها عليه. وذكر بيان الجمعية الاقتصادية أرقاماً حول المشمولين بنظام التقاعد، تبدو دقيقة وإن كانت قديمة، وتشير الأرقام إلى أن عدد المؤمّن عليهم من غير المتقاعدين حتى مارس 2019 قد بلغ نحو 382 ألفاً، ما يعني أنهم باتوا أكثر من 430 ألفاً الآن بعد أكثر من ثلاث سنوات، وتلك هي الشريحة التي تدفع اشتراكات خلافاً للمتقاعدين أو ورثة المتقاعدين.
وما يقتطع من أرصدة صناديق التأمينات حالياً هو اقتطاع من قدرة هذه الصناديق لاحقاً على دفع استحقاقات للمؤمن عليهم حالياً ولاحقاً. لذلك تبدو دعوة الجمعية الاقتصادية لإصلاح نظام التأمينات لضمان استدامته دعوة صحيحة، كذلك تدعو إلى شفافية المعلومات حوله، وإلى تطوير مفهوم الشفافية لكي يصبح مهني مؤسسي بتكليف طرف محايد يتولى تقييمه دورياً، وذلك أيضاً في تقديرنا توجه صحيح حتى لا تصبح أوضاعه هدفاً للمغالطات والمشاحنات السياسية. وتختتم الجمعية الاقتصادية بيانها بدعوة صحيحة عندما تذكر في ختامه بأن الوطن لا يبنى على الهبات، فهو ليس ملكية خاصة، وبما معناه أن الوطن هو الدائم والاهتمام يفترض أن يكون عاقل ومتوازن بين الحاضر والمستقبل.
ما نريد أن نقوله، ولنا فقرة حول نفس الموضوع في تقرير هذا الأسبوع، هو أن ضرر شراء رضا وولاء الحاضر تكلفته قاسية على مواطني المستقبل، يتشارك في هذا الرأي معظم الجهات والأفراد المختصين. والمؤكد أن نظام التأمينات بوضعه الحالي غير مستدام، ولا فرق من أين يأتي تمويل عجوزاته إن استمرت عجوزاته، فإن عجزت المالية العامة، سوف يصيب ذلك نصيبها من اشتراكاته الجارية وليس فقط قدرتها على الالتزام بدفع نصف مليار دينار كويتي سنوياً لخفض عجوزاته.