طلال السعيدواضح منذ البداية ان الامور ليست على ما يرام بين المجلس، بشقيه الموالي والمعارض، مع رئيس مجلس الوزراء، او قل الحكومة كلها، فلم يجر اي نوع من أنواع التنسيق، او حتى سماع وجهات النظر بين رئيس الحكومة بعد تكليفه وبين الاعضاء الجدد بعد انتخابهم، علما انهم ممثلو الشعب، والزمالة بينهم وبين الحكومة سوف تستمر لاربع سنوات، اذا كانت الامور تسير في مسارها الصحيح.هذا التقليد كان يتبعه الشيخ سعد، رحمه الله، قبل تشكيل اي حكومة جديدة، او بعد ظهور نتائج الانتخابات، بينما في تشكيل الحكومة الحالية لم يؤخذ رأي عضو واحد، او مجموعة من الاعضاء، او تيار من التيارات، بالاسماء المقترحة للتوزير، مع العلم ان هناك تحفظا مسبقا، تم اعلانه على بعض الاسماء التي تم توزيرها.لم يلتفت الرئيس الى تلك التحفظات، ولا يعرف سر التمسك بتوزير الاسماء المؤزمة، او التي عليها علامات استفهام، وكأن ليس في هذا البلد غير هذا الولد،علما انهم يستطيعون توسيع دائرة المشاورات، ويجدون من الاسماء الوطنية النظيفة الكثيرين ممن يعشقون بلدهم، ويعملون من اجلها، اما العناد وعدم مراعاة تغير الظروف والمستجدات، فنتائجه هذا الصدام المبكر الذي سوف يستمر ما لم ترحل الحكومة او المجلس، في أسوأ الاحوال، او كلاهما اذا لزم الامر، لكن نتيجة الانتخابات الجديدة، اذا تمت، لن تكون افضل من الحالية، فقد نجح بعض الاعضاء في شحن الشارع ضد الحكومة مستغلا صمت الحكومة الحالية، وضعف تأثيرها على الشارع، بالاضافة الى نقمة الشارع على بعض الاسماء التي تم توزيرها، والتي كانت بالامس القريب تقود المظاهرات، وتحولت بين يوم وليلة الى مدافعين عن الحكومة، وكأن تلك الشعارات قابلة للبيع مقابل المنصب!الامر الان بيد الدائرة الضيقة جدا للقرار، والتي كلمتها هي الفصل، فلا يمكن ان تترك الامور على ما هي عليه فتتكرر اخطاء الماضي حين كادت الكويت تضيع... زين.
[email protected]