طلال السعيدمجموعة من يصنفون أنفسهم معارضة، وهم بالتأكيد ليسوا كذلك، فالمعارضة الحقة هي جزء مهم من منظومة الحكم، تعارض من أجل المصلحة العامة، وليس السعي الى وأد الانجازات، وتعطيل الجلسات، واللعب على الكراسي من اجل تسجيل المواقف ومحاولة استقطاب الشارع الذي، ومع الاسف الشديد، تركته هذه الحكومة، عجل الله رحيلها وأبدلنا خيرًا منها، نقول: تركت الشارع لهم، ولم تعد تؤثر بالشارع الكويتي على العكس من حكومات سابقة كانت تتمسك بالشارع.وهنا يتضح ان هناك فارقا كبيرا بين المعارضين الحقيقيين وبين بعض مدعي المعارضة من نوابنا، الذين ان سرنا خلفهم فضيعنا البوصلة. مشكلة هؤلاء انهم مع كل طلعة شمس يخسرون مكونا مهما من مكونات المجتمع الكويتي، لأنهم، وباختصار شديد، جعلوا الساحة السياسية ملكا خاصا لهم، وكل من يخالفهم الرأي ليس وطنيا، بل هو عميل يتبع "معزب"، اي يحرك بـ"الريموت". مع العلم اننا نعلم علم اليقين ان لهؤلاء المعارضين معازيبهم الذين يأتمرون بأمرهم، ويوجهونهم لخدمة مصالحهم وليس مصلحة الوطن، لذلك كل من يخالفهم الرأي متهم عندهم ان له "معزبا" يوجهه من خارج الحكومة، فالحكومة ليست مؤهلة لان تكون "معزبا" لاحد. نعلم ان الساحة السياسية تتسع لجميع الاراء، وليست ملكا لأحد، لكن المشكلة الكبرى ان هناك غيابا تاما للحكومة عن توجيه الشارع التوجيه السليم، ومدعو المعارضة ينفردون بالشارع، ويوجهونه وفق توجهاتهم حتى ضاعت البوصلة...زين.
[email protected]