الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ضياع لبنان سببه "حزب الله"
play icon
كل الآراء   /   الأخيرة

ضياع لبنان سببه "حزب الله"

Time
الثلاثاء 08 أغسطس 2023
View
54
حمد سالم المري

صراحة قلم

ما يعانيه لبنان حاليا من فوضى سياسية، وانهيار اقتصادي، هو بسبب التدخل الإيراني فيه من خلال "حزب الله"، الذي يعتبر الحكومة الفعلية التي تدير شؤون لبنان، وتتحكم في مفاصله.
فبسبب سيطرة "حزب الله" تحول لبنان الى مكب نفايات، وانهارت عملته الى أكثر من 90‎‎ في المئة، ودخل في أزمة مالية سحقت الطبقة الوسطى التي اصبحت تنافس الطبقة الفقيرة عند خط الفقر.
فالمواطن اللبناني يترجى البنوك لكي يعطوه بعض أمواله المودعة لديها، حتى يستطيع توفير احتياجاته المعيشية اليومية، وقد شاهدنا عددا من المواطنين يقتحمون البنوك لاجبارها على استرجاع ودائعهم الموجودة في خزائنها، وذلك بسبب رفض البنوك منحهم إياها بحجة تعرض البلاد إلى أزمة مالية، في الوقت الذي يتمتع فيه رؤساء البنوك والوزراء والمسؤولون في لبنان برواتبهم العالية، والأموال الطائلة التي تحصلوا عليها بطريقة أو بأخرى.
تصريح وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام بشأن طلبه من الكويت إعادة بناء الصوامع التي تدمرت بسبب انفجار مرفأة بيروت، وقوله إن الأموال متوافرة في الصندوق الكويتي للتنمية وإنها تحتاج فقط شخطة قلم لمنحها للبنان، رغم أنه تصريح غير لبق، الا أنه يوضح لنا نظرة المسؤولين اللبنانيين للكويت على أنها بقرة حلوب، ما عليهم الا المسح على ضرعها لكي تدر عليهم الحليب الوفير، وأن هذا الأمر واجب على الكويت، لأننا مجرد بئر بترول يغرفون منها ما يشاؤون، من دون حمد ولا شكر.
الوزير سلام بعدما شاهد ردة فعل الشعب الكويتي وحكومته المستنكرة لهذا الأسلوب، أخذ يبرر بقوله إنه قصد بجملة "شخطة قلم" أي أن الموضوع قابل للتنفيذ، وأنه لم يقصد تجاوز الأصول والآليات الدستورية والقانونية المرعية مع الكويت، وأنه يناشد بلدا شقيقا طالما دعم لبنان.
هذا التبرير يدينه لأن الكويت لم تتوقف عن دعم لبنان حتى وقت قريب، عندما كان لبنان عربيا وليس تابعا لإيران، فالكويت بنت الصوامع في مرفأ بيروت عام 1968 من دون مقابل، لكن حاليا لبنان لم يعد عربيا، بسبب تدخل إيران في شؤونها الداخلية، وتسيير سياستها الخارجية، فغالبية مواقفها السياسية الخارجية لصالح إيران وضد دول الخليج العربية، ولهذا تخلت تلك الدول عن تقديم اي دعم مالي مجاني، لأنها تعلم أن هذا الدعم سيذهب إلى "حزب الله" الذي يعتبر الحكومة الفعلية، والمسيطرة على لبنان.
الوزير سلام الذي يطالب باسم الشعب اللبناني الكويت بإعادة بناء الصوامع، وقد ظهر في أكثر من مناسبة، وهو يرتدي ساعتين فخمتين قيمتهما 310 الاف دولار اميركي، ولبنان تمتلك 287 طنا من الذهب، ما يعادل ثلاثة اضعاف ما تمتلكه الكويت من الذهب، فانطبق عليه القول المأثور "يا وجه استح".
الذي يشاهد الدول التي تدخلت فيها إيران، يجدها تحولت دولا منهارة اقتصاديا، تعيش في فوضى سياسية، بعدما كانت تعيش في وضع مستقر، اقتصاديا وسياسيا، كالعراق، وسورية، ولبنان، واليمن، ومع ذلك لا يزال البعض في هذه الدول، وفي المنطقة يوالي إيران، ليس ايديولوجيا فقط، بل وسياسيا.
لن ينهض لبنان من أزمته المالية والسياسية التي يعيش فيها إلا إذا طرد حسن نصر الله من المشهد السياسي، وحجم حزبه، وقطع علاقته مع إيران، وجفف منابع دعمه المالي، وسحب سلاحه.
ومن ثم تتم إعادة هيبة الدولة وبسط سيطرتها على أجزائها، وهذا الأمر لن يتحقق لأن إيران لن تسمح بذلك.

حمد سالم المري

al_sahafi1@

آخر الأخبار