ضيّ الملا: أطمح لبصمة خليجية في سباق 100 متر حواجز

* الرياضة النسائية الكويتية في تطور ملحوظ... لكنها تحتاج إلى دعم حكومي أكبر
* شجعوا الفتيات على خوض المنافسات العالمية وامنحوهنَّ حق الاحتراف والتفرُّغ

حوار- سوزان ناصر:

منذ نعومة أظفارها، أحبت "أمّ الألعاب"، وتمنت أن تكون واحدة من لاعبات فرق المدارس، لتتمكن من ممارسة هوايتها في ألعاب القوى، وصقل موهبتها... وبالفعل، تحققت أمنيتها، ثم ما لبثت أن لفتت أنظار المدربات، اللواتي دفعن بها إلى المنافسة في المنتخبات الوطنية، بعدما أثبتت أن لديها إمكانات استثنائية في سباقات المضمار، لاسيما سباق 100 متر جرياً، الذي انطلقت منه لتظهر إبداعاتها في المسافات الأطول، حيث أحرزت المراتب الأولى في مختلف البطولات التي خاضتها على مستوى الكويت، ثم تابعت تألقها على الصعيد العربي، لتحرز ميدالية ذهبية في بطولة الأندية العربية في الشارقة، وفضية 100 متر، وفوق هذه وتلك واصلت تميّزها في لعبة كرة قدم الصالات، إذ أحرزت الميدالية الذهبية مع فريق بنات نادي الكويت... إنها لاعبة المنتخب الوطني لألعاب القوى ضيّ الملا؛ التقتها "السياسة" لتروي قصتها في ميدان "أم الألعاب".

2009 البداية
عن بداياتها، تقول ضيّ: "بدأت مسيرتي في العام 2009، ومن خلال فرق المدارس حوَّلت عشقي للعبة إلى تفوّق في المنافسات، حيث شاركت في الكثير من البطولات الداخلية، وحصلت على المركز الأول في مسابقتي 100متر و200 متر... أما أولى مشاركاتي في البطولات القارية، فكانت بطولة Asian Indoor Game.Vietnam، ثم البطولة العربية لألعاب القوى".
وعن سرِّ حبها لـ"أم الألعاب"، رغم أنها من الرياضات الصعبة، تقول ضيّ: "أنا إنسانة صبورة بطبعي، ولعلّ هذا ما قرّبني من ألعاب القوى، التي تحتاج إلى الصبر وقوة التحمّل. ومن شدّة حبي للعبة ترسَّخت علاقتي مع مضمار السباقات، حتى أصبح جزءاً مهماً في تفاصيل حياتي اليومية... ومن هنا صرت أعشق الرياضة عموماً، وأحرص على أن أتمرن يومياً لأحافظ على لياقتي البدنية، سواء في النادي أو خارجه".
وهل لاحظتِ تطوراً في الإمكانات والمنشآت الرياضية بين بداياتك العام 2009 واليوم؟... تجيب ضيّ: "الحمد الله، اليوم صار عندنا اتحاد للفتيات، وهذه خطوة متقدمة جداً؛ ففي الماضي كان لدينا كثير من اللاعبات الموهوبات اللواتي لا يعرفن أين وكيف يمارسن ألعاب القوى، على الرغم من حبهن للعبة وطموحهن لأن يحققن إنجازاً من خلالها... اليوم، نستطيع القول إن هذه السنة أفضل بكثير من السنوات الماضية، لأن هناك إقبالاً كبيراً من الفتيات على اللعبة، خصوصاً بعد البطولة الرسمية التي أقيمت منذ شهرين".

100 متر حواجز
بعدما بلغتِ هذه المرحلة المتقدمة في ميادين ألعاب القوى؛ ما الجديد الذي تطمحين لتحقيقه؟... تجيب ضيّ: "أطمح أن أطوّر مستواي، لاسيما بمسابقة 100 متر حواجز، التي بدأت أمارسها أخيراً، وحلمي أن أنافس بها وأحرز ميدالية في بطولة الخليج العام المقبل". وهل من صفات محددة تتطلبها ممارسة ألعاب القوى واحترافه؟... أجابت: "هذا يتوقف على اللعبة؛ فالجري، مثلاً، يلزمه السرعة والرشاقة، ولعبة الرمي يلزمها القوة والتركيز العالي، ومسابقات القفز يلزمها مهارات خاصة".
وعن المعوقات التي لاتزال تواجهها ألعاب القوى، قالت ضيّ: "لا شك أن هناك معوقات تحول دون انتشار اللعبة بالشكل المطلوب؛ ولعلّ سبب ذلك أنها لعبة فردية، ومعظم البنات يفضلن الألعاب الجماعية، مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة... وغيرها. أنا، مثلاً، شاركت الموسم الماضي في كرة قدم الصالات مع نادي الكويت، وحققنا المركز الأول، وكنت أمارس لعبتين: جماعية وفردية في الوقت ذاته، وهذا يعدُّ تحدياً صعباً ومتعباً، لكني أقدمت عليه بدافع حبي للرياضة وشغفي بها.
والحقيقة أنني حققت بعض طموحي خلال مشاركتي في بطولة الأندية العربية في الشارقة، حيث أحرزت ميداليتين، ذهبية وفضية، الأمر الذي كان له أثر طيب في نفسي".
وعن تقييمها لمستوى الرياضة النسائية بالكويت في الوقت الراهن، قالت ضيّ: "هي في تطور ملحوظ، وبدات تخطو خطوات ممتازة في مسيرتها، والدليل أننا بتنا نمتلك اتحادات لجميع الألعاب، وننظم دوريات وبطولات موسمية، ولكن، مع ذلك، لاتزال الرياضة النسائية عموماً في حاجة إلى دعم أكبر من الدولة؛ وذلك من خلال الإيمان بأهميتها أولاً، ومن ثم إفساح المجال أكثر أمام الفتاة الكويتية لخوض غمار المنافسات الإقليمية والعالمية بشكل رسمي، وتوفير الدعم الحكومي اللازم لمثل هذه المشاركات، وليس اقتصارها على الجهود الفردية فقط... ولا شك أن عملاً بهذا المستوى يتطلب اهتماماً وتكاتفاً من جميع المعنيين".
وختمت ضيّ الملا حديثها لـ"السياسة"، بالدعوة إلى "التعامل مع الفتيات الرياضيات في مسألة الاحتراف الجزئي والتفرغ، بالطريقة نفسها التي يُعامل بها الرياضيون الرجال"، مُعربةً عن الشكر لرئيسة لجنة رياضة المرأة في اللجنة الأولمبية الكويتية
فاطمة حيات، على اهتمامها بالرياضة النسائية ومتابعتها الجادة لأنشطتها وفعالياتها".