الأخيرة
طائفية "الكورونا"
الخميس 27 فبراير 2020
5
السياسة
طلال السعيدأيام ويصبح وباء "كورونا" مثله مثل غيره من الأمراض، لايختلف عن الانفلونزا وينتهي التشديد والحجر الصحي، ومظاهر الهلع والخوف التي ظهرت بين الناس، لكن مايلفت النظر التوظيف السياسي والطائفي لهذا الوباء، فما دخل السياسيين في إجراءات وزارة الصحة؟ ومادخل الطائفية في تفشي هذا المرض؟ باختصار شديد كل حالات الإصابة بالمرض التي ظهرت بالكويت هي لقادمين من ايران خصوصا رحلات مشهد، لذلك يحاول بعض السياسيين التدخل من اجل التكسب السياسي الرخيص على حساب صحة المواطنين.اما الطائفيون فهم يحاولون تبرئة منطقة مشهد من تفشي الوباء فيها، وعلى هذا الأساس يستمر الجدل السقيم، ويكثر الهرج والمرج لدرجة جعلت إحدى المحجوزات في الحجر الصحي تتطاول على المقام السامي فقط، لانها احتجزت احترازيا بالحجر الصحي، بينما كانت في مطار شيراز لا تكاد تتنفس، فلم تظهر بطولتها الا بالكويت.المشكلة ان كل جهة تحاول أن تستغل الظرف لمصلحتها من دون حتى الالتفات الى مصالح البلاد والعباد، هذه التصريحات التي تحمل نفسًا طائفيًا تنتشر بين المواطنين مابين مدافع ومهاجم، وتشغل الناس حتى عن محاربة انتشار المرض.كان يفترض بـ"الصحة" ان تعلن عن الرقم الحقيقي للإصابات المقبلة من ايران والإصابات الأخرى، لكي نعرف بالضبط أس المشكلة، وهل ايران بالفعل تتكتم على حجم المشكلة ولا تعلن الحقيقة عن انتشار المرض عندها ويهمها في الوقت نفسه انتشار المرض في المنطقة كلها؟ ونحن هنا نختلف فيما بيننا بعضنا يدافع عن ايران، وبعضنا يهاجمها، وبيانات الصحة تحاول اخفاء حقيقة ان كل الحالات المكتشفة هي لقادمين من ايران الموبوءة، والنتيجة ان لا "كورونا" أصبحت بيننا، الحل يكمن في فرض هيبة الدولة، وقطع تلك الالسن التي تتطاول بسيف القانون، اما المتكسبون من اعضاء مجلس الأمة، فمقاطعتهم هي الدواء الشافي لجميع أمراضنا الاجتماعية.لابد من أخذ الامور على محمل الجد فـ"الكورونا" ستنتهي عاجلا أم آجلا اما طائفيتنا وعبث السياسيين فيها فهي ستستمر مالم تقابل بالحزم ...زين