"طاش العودة"... أداء باهت وأفكار مكررة وكوميديا غائبة

ودّع المسلسل السعودي "طاش العودة" الجمهور، بعرض آخر حلقاته، الثلاثاء، وشارك الفنان ناصر القصبي، تغريدة عبر "تويتر" قائلاً: "الليلة كانت آخر حلقة من طاش العودة، شكراً لراعي الفكرة معالي تركي آل الشيخ، هذا العمل صنعناه بحب ورغبة صادقة في إسعاد الناس".
ووجّه فريق مسلسل "طاش العودة" تحية خاصة لكل من شارك من الفنانين الراحلين في المسلسل خلال السنوات الماضية، في لفتة إنسانية وجميلة، إذ عرض المشهد الختامي في الحلقة الأخيرة من "طاش العودة" صور من تركوا بصمتهم في العمل الكوميدي، وعلى رأسهم مخرج المسلسل لسنوات عدة عبدالخالق الغانم، والفنانون خالد سامي وجعفر الغريب ومحمد المفرح وسعد الصالح ومبارك الخصي وصالح الزير والفنانة العمانية شمعة محمد.
كانت الحلقة الأولى من "طاش العودة"، قد حظيت بثناء وتفاعل جماهيري، لرصدها انفتاح غير مسبوق تشهده السعودية على جميع المستويات، خصوصا ما يتعلق منها بالحريات وحقوق المرأة ودعم غير محدود للفنون والترفيه، وفق سيناريو جميل بشر الجمهور بنسخة مميزة من العمل بعد غياب 12 عاماً، لكن الحلقات التالية لم تكن على المستوى ذاته ولم تجذب الجمهور، الذي وجد أن العودة مخيبة للآمال.
ولم تخل عودة المسلسل من فتح باب انتهاك حقوق الملكية الفكرية، مثلما أشار المخرج عامر الحمود، الصديق السابق للثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان، ومخرج الأجزاء الأولى من "طاش"، حيث نشر حكما قضائيا يثبت ملكيته الفكرية للعمل وحقه الشخصي في منع استخدام اسم المسلسل الذي أطلقه من البداية أو تحويره، ويقصد "طاش العودة".
شارك الحمود تغريدة، قائلاً: مؤلم جدا انتهاك حقوقي الأدبية والفكرية في "طاش ما طاش" بشكل يومي أمام الملايين، وبعلم المنتهك بأني صاحب الحق بحكم من محكمة الاستئناف الإدارية بمنطقة الرياض".
وأضاف: "أعلم علم اليقين أنه لن يضيع حقي من خلال القنوات الرسمية، وإني أنشر هذا ليعلم الجميع بذلك ودفاعا عن حقوقي المنتهكة في طاش".
واستغرب المغردون الإصرار على اسم العمل، في ظل وجود حكم قانوني، بينما رأى آخرون أنها محاولة من الحمود للعودة إلى الأضواء بطرح هذه القضية، بينما لم يعلق نجما العمل أو القناة على تغريدات الحمود.
كذلك تباينت ردود فعل الجمهور تجاه مستوى ومضمون حلقات "طاش العودة" بعد الثناء على الحلقة الأولى، التي اعتبروها "لفتة ذكية" في رصد المتغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي خلال توقف المسلسل، لكن الحلقات التي تلتها تضاءل رصيدها من الإعجاب، مع الإشارة إلى فقدانها الحس الكوميدي سمة العمل طوال سنوات عرضه، ووجود حلقات تراجيدية زادت من استياء المشاهد الذي ينشد الفكاهة، وأبدى متابعون خيبة أمل بعد سنوات من انتظار العمل، وبرر الجمهور أن هناك أسبابا عدة وراء عدم قدرة "طاش العودة" على مجاراة نجاح مواسمه السابقة.
كما رأى كثير من الجمهور أن ثنائية القصبي والسدحان في "طاش العودة"، لم تكن كسابق عهدها، خصوصا مع غياب النص الجيد، والأفكار المبتكرة، فضلا عن أن الأداء باهت وغير مقنع، مقارنة بأدائهما في الأجزاء السابقة، مبينين أن "الثنائي ظهرا كأنهما يقومان بالتمثيل رغما عنهما، وليس بعفوية كالسابق".
ورأى فريق آخر أن الأدوار لم تعد ملائمة للفنانين القصبي والسدحان، لأن فرق السن لم يعد مناسبا لتجسيد الشخصيات الكوميدية السابقة. ولم ينج الإخراج والتصوير في "طاش العودة" من الانتقادات اللاذعة، التي ألقت باللوم على المخرج محمد القفاص في إظهار العمل بشكل لم يرق إلى مستوى الأجزاء السابقة، كما عابوا الإضاءة واسلوب التصوير، إضافة إلى "مشكلة واضحة في الصوت"، فضلا عن أن الموسيقى التصويرية تسببت في إضعاف الروح الكوميدية للعمل.
لكن فريقا آخر، برر اختلاف طريقة الإخراج بالتطور التقني، خلافا للأجزاء السابقة، خصوصا بعد انقطاع دام 12 عاما.
ولم يرض الجمهور كذلك عن الاستعانة بمشاهير منصات التواصل الاجتماعي في الأعمال الدرامية، وأن هذا الإقحام أفقدهم ذكريات جميلة مع السلسلة. يذكر أن الحلقة الأخيرة من "طاش العودة" رصدت مشكلة امرأة وجدت نفسها بين "زوجين"، حين عاد زوجها "المتوفى" إلى الحياة ليطالب بحقه الشرعي كزوج، في وقت كانت فيه على ذمة رجل آخر.
ومع الصراع بين الزوجين، الذي لعب دورهما القصبي والسدحان، ومن فيهما صاحب الحق الشرعي، اختارت الزوجة القصبي للبقاء معه، قبل أن تكتشف أنه متزوج امرأة أخرى ولديه أبناء، فتطرده من المنزل.