الكويت ، كابول، عواصم- وكالات: مع عودة حركة طالبان إلى الواجهة، ودخولها العاصمة الأفغانية كابول، عادت رياح التشدد الديني لتنتعش من جديد في عدد من بقاع العالم. ففي الكويت، أزال فريق تابع لقسم الرقابة والتفتيش بوزارة التجارة أمس تمثالا لفينوس (إلهة الحب والجمال عند الرومان) في أحد محال الملبوسات في مجمع تجاري شهير.وقالت مصادر: إن خطوة "التجارة" جاءت بعد شكوى عدد من المواطنين من رواد المجمع، فيما أوضحت احدى عاملات محل الملبوسات أن وضع التمثال جزء من حملة أطلقت للترويج لمجموعة جديدة من الملابس النسائية.خطوة "التجارة" استقبلت بترحاب واسع من قبل بعض المواطنين والنشطاء الذين تقدمهم النائب السابق محمد هايف، الذي قال عبر حسابه على (تويتر): "شكرا جزيلا للإخوة في الرقابة والتفتيش في وزارة التجارة على إزالة هذه التماثيل التي يزعم بأنها آلهة للحب في تقليد أعمى وعمى بصيرة مع جشعٍ تجاري لا يفرق بين الحلال والحرام". وقال آخر: "بارك الله في جهودهم وأعزهم بطاعته". وأضاف ثالث: "فعلهم صحيح وجزاهم الله خيرا".وسط مخاوف من تحول أفغانستان قاعدة للإرهاب، بعد سيطرة حركة طالبان على "كابول" وانهيار الحكومة الأفغانية، دعت أطراف دولية عدة لعدم الاعتراف بسلطة حركة طالبان.وقال مندوب أفغانستان لدى الأمم المتحدة، غلام إيزاكزاي، إن بلاده تواجه مصيرا مجهولا.وأضاف: "أخشى من حرب أهلية، فحركة طالبان تنهب كابول الآن والسكان خائفون"، مؤكدا أن طالبان بدأت بتفتيش المنازل في العاصمة.بدورها، قالت مندوبة أميركا في الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد، "علينا ضمان عدم تحول أفغانستان قاعدة للإرهاب"، مشددة على أن حماية الأقليات في أفغانستان واجبة.فيما دعت مندوبة فرنسا بالأمم المتحدة إلى "محاسبة كل المتسببين في العنف في أفغانستان".وبينما وجهت حركة طالبان، بعيد دخول مقاتليها العاصمة كابول، رسائل طمأنة للشعب الأفغاني والمجتمع الدولي بشأن المرحلة المقبلة في البلاد، مؤكدة وجود محادثات لتشكيل حكومة شاملة، أعلنت الحركة انها ترغب في مغادرة كل القوات الأجنبية قبل بدء إعادة الهيكلة، موضحة أن الشعب الأفغاني لن يقبل أي إملاءات من الآخرين، مؤكدة أنه لا خطر يهدد السفارات والبعثات الديبلوماسية الأجنبية في كابول.وكانت وكالة أسوشيتد برس نقلت في وقت سابق، عن مسؤول في طالبان أن الحركة ستعلن قريبا الإمارة الإسلامية من القصر الرئاسي في كابول.ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية أميركية، طلبت عدم الكشف عن اسمها، أن الساعات المقبلة "تحمل عدة تحديات أمنية، في ظل توافر تقارير استخباراتية تفيد بأن حركة طالبان قد تهاجم مطار كابول، وتشتبك مع الجنود الأميركيين المتواجدين فيه".واضافت: "نعتقد أن الوجود الأميركي في أفغانستان سينتهي في الأيام الثلاثة المقبلة".وكانت القوات الأميركية اضطرت إلى إطلاق النار في الهواء، لمنع مواطنين أفغان من ركوب طائرات عسكرية في مطار كابول، أمس، والذي أسفر عن سقوط ضحايا من الافغان.من جهة ثانية، أعلن مسؤول أميركي، أن حركة طالبان لن تتمكن من استخدام الاحتياطات الأفغانية في الولايات المتحدة.وفي السياق، دعت أكثر من 60 دولة، في بيان مشترك، جميع الأطراف في أفغانستان إلى احترام وتسهيل المغادرة الآمنة والمنظمة للأجانب والأفغان الذين يرغبون في مغادرة البلاد.وقال البيان إن من هم في السلطة في جميع أنحاء أفغانستان يتحملون مسؤولية حماية الأرواح والممتلكات واستعادة الأمن والنظام المدني فورا، وإن الطرق والمطارات والمعابر الحدودية يجب أن تظل مفتوحة.من جانبها، قالت الخارجية الروسية إن سيطرة طالبان على العاصمة كانت مفاجئة لموسكو، معتبرة أن ذلك نتيجة إخفاق الولايات المتحدة في أفغانستان.بدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخارجية الصينية أن بكين مستعدة لعلاقات صداقة مع حركة طالبان.

مقاتلو "طالبان" في القصر الرئاسي الأفغاني بعد فرار الرئيس أشرف غني
تقارير استخباراتية أميركية تتوقع هجوماً وشيكاً على مطار كابول