الدولية
"طالبان" ترسّخ سلطتها... والانسحاب الأميركي يبدأ الجمعة
الثلاثاء 24 أغسطس 2021
5
السياسة
كابول، عواصم- وكالات: تسابق الولايات المتحدة وحلفاؤها الزمن لإتمام عمليات الإجلاء قبل موعد الانسحاب النهائي من أفغانستان نهاية الشهر الجاري، وفي حين أفادت أنباء ببدء الانسحاب الأميركي يوم الجمعة، تواصل حركة طالبان ترسيخ سلطتها، والتشاور بشأن تشكيل حكومة جديدة.وتسارعت وتيرة إجلاء الرعايا الغربيين والمتعاونين الأفغان وعائلاتهم مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في 31 الجاري، كما أظهرت بيانات ملاحية حركة إجلاء كثيفة، أمس، من أفغانستان إلى خارجها.وقال الجيش الأميركي إنه نفذ أول من أمس، أكبر عملية إجلاء حتى الآن من مطار كابول، ونقلت طائرات عسكرية أميركية وبريطانية نحو 20 ألف شخص خلال الساعات الـ24 الماضية ليرتفع العدد الإجمالي لمن تم إجلاؤهم إلى نحو 50 ألفا، في حين لا تزال هناك حشود في محيط المطار تنتظر دورها لمغادرة أفغانستان. بدورها، نقلت مجلة "فورين بوليسي"، عن مسؤولين أميركيين أن الجيش الأميركي سيبدأ سحب جنوده الموجودين حاليا في أفغانستان، وعددهم يقارب 6 آلاف جندي، بحلول يوم الجمعة المقبل.وكان مسؤولون أميركيون بينهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أكدوا التزام بلادهم بنهاية الشهر الجاري موعدا نهائيا للانسحاب من أفغانستان، لكنهم أبقوا على احتمال تمديد الموعد، وهو ما رفضته حركة طالبان بشدة.وفي مؤتمر صحافي بكابول أمس، كرر المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد رفض طالبان تمديد وجود القوات الأجنبية إلى ما بعد 31 أغسطس الجاري.وقال إن الحركة أغلقت الطريق المؤدي إلى المطار ولا تسمح بالمرور إلا للأفراد الأجانب، داعيا الأميركيين إلى عدم تشجيع الأفغان، خاصة الكوادر المؤهلة، على مغادرة بلادهم.ويأتي ذلك في حين استبعدت عواصم غربية إتمام إجلاء كل المتعاونين الأفغان وعائلاتهم بحلول نهاية الشهر الجاري.على صعيد آخر، أفاد مصدر في حركة طالبان، بأن الحركة عينت وزراء ومسؤولين بالوكالة لعدد من الوزارات والمؤسسات الرسمية في الدولة.وقال المصدر إن التعيين شمل حاكم ولاية كابول، وقائد شرطة العاصمة الأفغانية، ورئيس المخابرات، كما عينت الحركة وزراء للتربية والتعليم العالي، والداخلية.وأضاف المصدر أن الحركة عينت المعتقل السابق في سجن "غوانتنامو" الأميركي، المولوي محمد نبي عمري، حاكما لولاية خوست.وواصلت الحركة مساعيها لتشكيل نظام يقود البلاد إذ عينت وزراء بالوكالة، وأفادت تسريبات بأنها تعمل على تشكيل مجلس حكم يتألف من 12 عضوا. ميدانياً، أكد المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، أن الحركة لا تريد حربا أو عنفا في أي ولاية أفغانية، وقال إن مشكلة ولاية بنجشير، التي تتحصن فيها قوات مناهضة لطالبان في طريقها للحل، داعيا الموالين لنجل القائد الراحل أحمد شاه مسعود إلى تسليم أسلحتهم.كما قال إن الحركة تعمل على إعادة هيكلة الجيش والشرطة بشكل أفضل وإعادة المسؤولين السابقين.وكرر مجاهد تعهدات سابقة للحركة بعدم ملاحقة معارضيها أو المترجمين الذين كانوا يعملون مع القوات الأجنبية، داعيا موظفي قطاعات الصحة والتربية والتعليم والمرور إلى العودة لأعمالهم.وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"، إن مدير وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز، عقد اجتماعا سريا مع رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر في كابول أول من أمس. وقالت شبكة "سي إن إن"، إن الاجتماع بين بيرنز وبرادر تناول وجهات النظر بشأن ما يجب القيام به بحلول 31 أغسطس، في حين ذكرت مصادر أن اللقاء بحث على الأرجح موعد خروج القوات الأميركية من أفغانستان، وعمليات إجلاء المواطنين الأميركيين والمتعاونين الأفغان.من جهته، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، إن الاتحاد على اتصال بحركة طالبان لأنها تسيطر على الحكم في أفغانستان، مضيفا أن اعتراف الاتحاد الأوروبي بحركة طالبان غير مطروح على الطاولة.وأوضح أن الاتصالات تركز على الجوانب الإنسانية للوضع في كابول، وترمي إلى فتح قنوات لإيصال رسائل الاتحاد الأوروبي إلى الحركة.