الدولية
"طالبان": لن نخوض أي حرب وعفونا عن الجميع وحقوق المرأة محفوظة
الثلاثاء 17 أغسطس 2021
5
السياسة
كابول- وكالات: تحت أنظار العالم أجمع، أقامت حركة طالبان مؤتمرها الصحافي الأول، أمس، لتتحدث عن العهد الجديد وخطط المستقبل في أفغانستان.وتحدث الناطق باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، من العاصمة الأفغانية "كابول"، حول أهداف الحكومة الجديدة، بعد سيطرة الحركة بالكامل على البلاد.وقال مجاهد أمام ملايين من المتابعين، في أنحاء العالم: "تهانينا للشعب الأفغاني وأرجو له مستقبلا لامعا، فالحرية وتحقيق الاستقلال هما من الحقوق المشروعة للبلدان".وأكد أن "إمارة أفغانستان الإسلامية بعد تحقيق استقلالها، لن تقوم بتصفية حسابات مع أي أطراف في أفغانستان، ولن تستخدم من أجل إلحاق الضرر بالآخرين، متعهدا بأن لا تستخدم الأراضي الأفغانية ضد الآخرين.وتابع مجاهد: "بالنسبة لنا لا نريد خوض أي حرب في أفغانستان، ووفق زعيم حركة طالبان، اتخذنا قرار العفو عن الآخرين، عفونا عن الجميع".وخص بالذكر المواطنين الذين عملوا مع الحكومة الأميركية، مثل المترجمين وغيرهم.وأضاف "نعلن اليوم اكتمال وانتهاء عداوتنا لكل من واجهنا في أفغانستان، ولا بد أن نقول إننا نمر في فترة تاريخية حاليا".وأشار مجاهد: "ما نبتغيه هو أن يطمئن الإعلام ودول العالم، بأننا نجري مشاورات مهمة، من أجل تشكيلة آلية سياسية لإقامة نظام إسلامي في أفغانستان".وأضاف "السفارات والبعثات الديبلوماسية مؤمنة، ونواصل تأمينها، ونطمئن ممثلي البعثات الديبلوماسية بأنهم لن يتعرضوا لأذى".وقال مجاهد إن طالبان لا تريد حدوث فوضى في كابول خلال الأيام المقبلة، وأن الحركة طلبت من مسلحيها أن يبقوا على مداخل كابول، حتى يتم نقل السلطة بشكل سلمي.كما أشار مجاهد إلى أنه سيكون هناك "حضور نشط للمرأة الأفغانية، ونطمئن العالم بأن حقوق المرأة محفوظة وفق الشريعة الإسلامية"، مشيرا إلى أن المرأة سيسمح لها بالعمل في البلاد.وطلب المتحدث باسم طالبان من المجتمع الدولي "المساعدة"، عبر الاستثمار والدعم المادي، حتى تتمكن البلاد من الحصول على دخل إضافي لإنهاء تجارة وزراعة المخدرات.وأعلنت طالبان أنها نشرت شبكة استخباراتية تابعة لها في جميع أنحاء العاصمة، وكانت الحركة سيطرت قبل ذلك على كل المقرات الأمنية الرئيسية، فضلا عن القصر الرئاسي ومبنى البرلمان.وقال ممثل حركة "طالبان"، سهيل شاهين، إن الولايات المتحدة يجب أن تسحب قواتها من أفغانستان قبل 11 سبتمبر، ونحن ملتزمون بعدم مهاجمتهم ولم نهاجمهم.وعن الأوضاع الراهنة في مطار كابول، قال مسؤول أمن المطار بطالبان، محمد نعمان ريحان، إنه ستتم إعادة فتح المطار أمام المدنيين يوم السبت المقبل، مشيرا إلى أن عددا من مسلحي الحركة دخلوا أمس، الجزء المدني من المطار لتأمينه.وأوضح المسؤول، أن المطار ومدرجه خاليان من الحشود، والتوتر موجود حاليا في محيطه مع محاولات عناصر الحركة تفريق المحتشدين.وأفادت مصادر إعلامية، بتجدد إطلاق النار في محيط مطار كابول الدولي ظهر أمس، لتفريق محتشدين راغبين بمغادرة البلاد.وقالت: "إن مسلحي طالبان قاموا بإطلاق النار في الهواء لتفريق حشود من الراغبين بالسفر الذين لا يملك معظمهم وثائق سفر"، مشيرة إلى أن "امرأة أصيبت برصاصة طائشة".ولفتت إلى إغلاق بوابات المطار الذي تتكفل القوات الأميركية بحمايته من الداخل، مشيرة إلى أن كثيرا من أفراد البعثات الديبلوماسية والأجانب يرغبون بالسفر ضمن جهود الإجلاء، لكنهم لم يتمكنوا من الدخول بسبب الازدحام على البوابات.وقد أعاد الجيش الأميركي، ليل أول من أمس، فتح مطار كابول لاستئناف عمليات الإجلاء بعد فوضى عارمة شهدها وسقط فيها قتلى.وفي وقت سابق، أعلن المسؤول بهيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجنرال هانك تايلور، أن المطار أعيد فتحه في حدود منتصف ليل أمس بتوقيت أفغانستان.وقال تايلور إن طائرة نقل عسكرية من طراز "سي-17"، هبطت في المطار وعلى متنها عناصر من مشاة البحرية الأميركية "المارينز" وتلتها طائرة ثانية مماثلة على متنها وحدة من الجيش، في تعزيزات هدفها ضمان أمن المطار.وأوضح أن قواته لم تقم بأي ضربات جوية في أفغانستان خلال الساعات 24 الماضية، مشيرا إلى أن قائد القوات الأميركية هناك يملك القدرات اللازمة لتنفيذ هذه الضربات إذا ارتأى الحاجة لذلك.وفي الوقت ذاته، اعتبر "البنتاغون" أنه من المبكر للغاية تقييم خطر الإرهاب الذي يمكن أن يأتي من أفغانستان، وأن الهدف الآن هو استكمال الانسحاب من هناك نهاية الشهر الجاري.وقال "البنتاغون": إن القوات الأميركية ردت على حادثين لإطلاق النار ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين في مطار كابول، وإصابة جندي أميركي، من دون أن يجزم بذلك.وأضاف أنه سيرفع عدد الجنود الأميركيين في مطار العاصمة الأفغانية خلال الأيام القادمة إلى 6 آلاف، وأن الرحلات التجارية والعسكرية ستستأنف بمجرد عودة النظام إلى المطار واستتباب الأمن فيه.وأعلن البنتاغون، أمس، أن هناك اجتماعاً بين قادة عسكريين وحركة طالبان، مشيراً إلى أن 4500 جندي سيتواجدون في كابول بنهاية أمس.وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، دافع عن قراره بسحب القوات من أفغانستان، قائلا: "مهمتنا في أفغانستان لم تكن أبدا بناء أمة ولا مركزا للديموقراطية، بل منع هجمات إرهابية على أراضينا"، مضيفا: "لن أكرر أخطاء الماضي بالانخراط إلى ما لا نهاية في حرب أهلية في وطن أجنبي، فالقوات الأميركية لا تستطيع ولا ينبغي لها أن تخوض حربا وتموت في حرب لا ترغب القوات الأفغانية في خوضها من أجل نفسها".سياسيا، أعلن زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار أنه سيتوجه إلى الدوحة مع الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس لجنة المصالحة عبدالله عبدالله، للقاء وفد طالبان في العاصمة القطرية.وقال حكمتيار إن الزيارة تهدف إلى مناقشة ترتيبات نقل السلطة، وتشكيل حكومة جديدة في البلاد في أقرب وقت.من جانبه، قال كرزاي إنه تم فتح قنوات اتصال مع قادة طالبان، وعبر عن أمله أن تكون مثمرة.على صعيد آخر، أفادت وكالة "نوفوستي" الروسية بنفاد البنزين في العاصمة الأفغانية، وذلك بعد يومين من استيلاء حركة طالبان على السلطة في البلاد.ونقلت الوكالة عن مراسلها في كابول أن محطات البنزين في المدينة محاطة بالطوابير من السيارات المتروكة بما فيها العسكرية، كما لا تزال المحلات التجارية الكبيرة مغلقة، فيما تواصل المحلات التجارية الصغيرة عملها بنظام عادي.وارتفع سعر البنزين في المدينة من 50 أفغانيا (ما يعادل 62 سنتا أميركيا) إلى 70 أفغانيا (86 سنتا) لكن تزويد السيارات بالبنزين أصبح أمرا مستحيلا.ولا تزال شوارع المدينة خالية من الناس.وشددت الأمم المتحدة، أمس، على أنه "يتوجب على طالبان الالتزام باحترام حقوق الإنسان".وأفادت بوجود "تقارير عن انتهاكات بحق النساء في أفغانستان بعد سيطرة طالبان" على معظم البلاد. من جهتها قالت ممثلة مفوضية اللاجئين: "ندعو لتوفير الحماية لطالبي اللجوء من الأفغان"، محذرةً من "انتهاكات حقوق النساء والمدنيين في أفغانستان"، مشيرة لوجود "مئات الآلاف من الأفغان الذين تشردوا جراء المعارك".من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية أن "أفغانستان تعاني أصلاً من تدهور الأوضاع الصحية"، مضيفةً أن "عمليات التطعيم ضد كورونا تأثرت كثيراً" من التطورات الميدانية الأخيرة.أما منظمة الطفولة "يونيسف" فقالت إن "أطفال تعرضوا للإصابة في أفغانستان جراء القتال، وأن 550 طفلاً قتلوا وأصيبوا في أفغانستان جراء القتال الأخير".واعتبرت أن "أفغانستان أصبحت مكاناً صعباً للعيش بالنسبة للأطفال".في سياق متصل، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها تتابع "بقلق بالغ" تطورات الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها الوخيمة على النازحين والمدنيين الذين يحتاجون للمساعدات الإنسانية.