الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"طاهرة" دراما إنسانية تتحدى تسلط القيم

Time
السبت 11 مارس 2023
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

عرضت فرقة "الخليج العربي" مسرحية "طاهرة" بمسرح الدسمة، ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من مهرجان القرين الثقافي، وهي من تأليف د.حمد الرومي، إخراج هاني الهزاع وبطولة الفنانين أحلام حسن، عبدالله الرميان، الذي حل مكان الفنان إبراهيم الشيخلي، محمد الكليبي، محمد بوشهري، ماجد البلوشي، غدير حسن وغيرهم.
"طاهرة" هي المسرحية التي نالت جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في مهرجان الكويت المسرحي، بدورته الثانية والعشرين، وتعد التجربة الأولى في المسرح للكاتب حمد الرومي، الذي استطاع أن يقدم قضية مجتمعية موجودة منذ سنوات طويلة في مجتمعنا العربي ومازالت حتى الآن، وهي قضية عدم تكافئ النسب بين الشاب والفتاة، ومع الأسف تدفع الفتاة الثمن، لأنها دائما الحلقة الأضعف.
يبدأ العرض المسرحي مع فتاة حالمة بالفستان الأبيض يتقدم الى خطبتها بائع البطيخ الذي تحبه ويذهب مع والده إلى بيتها إلا ان والدها يرفضه، لأنه غير مناسب لها اجتماعيا ونسبه غير أصيل، لتتحول حياة "طاهرة" إلى ألم وتمر بمنعطفات كثيرة تولد بداخلها نوع من العنف النفسي، لدرجة تجعلها تحاول الانتقام من كل من حولها بسبب معاملة المجتمع لها في تفاصيل حياتها.
العرض المسرحي قدم حالة درامية كثيفة على خشبة المسرح من خلال الأداء الرائع للفنانة أحلام حسن، والتي ملأت خشبة المسرح بحيوية التمثيل، وأوجد أداء الرميان الكوميدي حالة من التوازن، حيث ان شخصية الشخص الذي يسكر ويغني ويحب "طاهرة" كان شعلة من الكوميديا ولم يشعر الجمهور بغياب الشيخلي على الإطلاق.
الجميل أن السينوغرافيا والديكور في العرض يفترض ان يدرس، فهو عبارة عن باب متحرك يفتح من الجهتين وفي كل جهة حوار أو مشهد يختلف عن سابقه وهي براعة من المخرج والمؤلف في كيفية توظيف خشبة المسرح بشكل فيه الكثير من المتعة والشغف، فضلا عن الإضاءة التي قدمها فاضل النصار، وساهمت في خروج المشهد المسرحي بشكل فيه حالة من الانضباط يشبه اللوحة التشكيلية.
"طاهرة" هي نموذج من الأعمال المسرحية التجريبية، التي تمس الواقع الإنساني للمجتمع العربي وان إعادة عرضها في مهرجان القرين الثقافي لهو دليل على ان هناك الكثير من القصص الاجتماعية، التي تستحق المعالجة ويمكن توظيفها في المسرح لكي يتعرف عليها الجيل الجديد، ويتم مناقشتها في الإطار الثقافي لنتعامل مع القيم بالشكل الذي تستحقه دون مبالغة، وكذلك التعامل مع المرأة بما يليق بها ومكانتها الاجتماعية ودورها في الحياة وما تستحقه إنسانيتها.
سيظل العرض المسرحي في الذاكرة المسرحية الكويتية كثيرا وسيعاد عرضه مرات عدة في المستقبل وسيكون من العروض التي تؤرخ، لأنه لامس مجموعة من القضايا وكشف الغطاء عن قيم وضعية نحن من قمنا بترسيخها في عقول الأجيال بحجج غير منطقية، لذا فقد فند العرض المسرحي ضعف المرأة أمام هذه القيم والعادات الجائرة والتي نتعامل معها في زواج الأبناء دون مراعاة إنسانية بعضنا البعض ودون التفكير في مشاعر أصحاب العلاقة، بل أن الفكرة كلها تدور حول الشكل الاجتماعي بحجة القيم والعادات والتقاليد، لذا تبقى مسرحية "طاهرة" من الأعمال المسرحية التي واجهت تسلط العادات والقيم تجاه رباط مهم في الحياة.
آخر الأخبار