طبول الحرب السيبرانية… تُقرع

تحذيرات نيابية من تداعيات خطيرة على الأمن الوطني

• "المعلومات المدنية" تنفي "اختراق هويتي": لا توافقوا على المُصادقة إلا في حال طلبها فعلياً
• العصفور لـ"السياسة": لا يوجد نظام إلكتروني غير قابل للاختراق والحرب مستمرة

رائد يوسف وعبدالرحمن الشمري

على وَقْع نفي هيئة المعلومات المدنية ما تداولته منصات التواصل عن "وجود اختراق لتطبيق هويتي"، ودعوتها المواطنين والمقيمين مُستخدمي التطبيق إلى عدم الموافقة على المصادقة إلا في حال طلبها فعلياً من قبل المستخدم مع التأكد من تفاصيل مزود الخدمة والغرض من المصادقة قبل القبول أو الرفض، تعالت صيحات النواب أمس للتحذير من دخول الكويت دائرة الاستهداف بالهجمات الالكترونية، وما يمكن ان يترتب على ذلك من خسائر فادحة.
واذ وصف النواب الهجوم السيبراني بأنه "تهديد خطير للأمن الوطني"، شددوا على ضرورة تكاتف جهود الحكومة والمجتمع المدني لتحوط واتخاذ اجراءات احترازية وبناء منظومة دفاعية الكترونية.
وأكد النائب سعود العصفور في تصريح إلى "السياسة" ان اختراق أي مؤسسة حكومية أمر مقلق ومزعج؛ لكن من المؤكد انه لا يوجد نظام الكتروني غير قابل للاختراق، وبالتالي فإن الحرب مستمرة ولا تتوقف بين الدفاعات الالكترونية والمخترقين "الهاكرز".
وشدد على ضرورة اضطلاع الجهات الحكومية بمسؤولياتها في حماية بياناتها وبيانات المواطنين وأن تكون مستعدة للتعامل مع أي اختراق قد يحدث في أي لحظة، وان تتوسع في استقطاب الكفاءات وتدريب الموظفين كي نضمن سلامة أنظمتنا وقدرتها على مقاومة الاختراق.
وأشار إلى ان الحروب لم تعد عسكرية، بل الكترونية، لافتا إلى ان بداية أي حرب -لا قدر الله- ستكون الكترونية باختراق وتعطيل الأنظمة في المطارات والقواعد العسكرية.
من جانبه، رأى النائب عبدالوهاب العيسى أن ما حصل مع وزارة المالية "مجرد بداية" لمستقبل الهجمات السيبرانية والغزو السيبراني الذي ستتعرض له الكويت، مؤكدا أن خطورة ذلك تصل إلى أبعاد لا يمكن لأي إنسان أن يتخيلها، كأن تكون الكويت فجأة بدون كهرباء وتعطل المستشفيات والمصاعد وتعطل الأجهزة المصرفية بالكامل وعدم القدرة على سحب الأموال من البنوك أو حدوث شلل تام في الحركة المالية في الدولة.
وأضاف في تصريح صحافي: إن من الممكن أن يضرب الهجوم السيبراني حركة الملاحة البحرية والجوية وحركة الطائرات في المطارات وتتأثر البضائع، مشددا على ضرورة بناء منظومة دفاعية سيبرانية تواكب هذه المخاطر.
وأكد الحاجة إلى التوسع في الابتعاث لتخصص الأمن السيبراني والذي ستظهر نتائجه بعد أربع أو خمس سنوات، كما أعلن عن تقدمه والنائب عبدالعزيز الصقعبي باقتراح لوضع آلية معينة للتعيينات في جهاز الأمن السيبراني بغض النظر عن الشهادات والمؤهلات والاعتماد علي الخبرة الفنية في التعامل مع الهجمات السيبرانية المعقدة، محذرا من استمرار الطريقة التقليدية في تعيينات الجهاز السيبراني.
وقال: إن الاقتراح يتبنى فكرة "الهاكاثون" وهي عبارة عن مسابقة سيبرانية تتبناها وترعاها الدول بحيث تتقدم مجموعة من المهتمين في مجال الامن السيبراني لإجراء مسابقة على مستوى الدولة، تتيح التعيين لمن يتمكن من اختراق الأجهزة الحكومية.
بدوره، وجه النائب مبارك الطشة سؤالاً إلى وزير المالية فهد الجار الله، وصف فيه التطورات السيبرانية الأخيرة بالحساسة والخطيرة التي تهدد الأمن الوطني في البلاد، واستفسر عن آخر تحديث وعملية صيانة للأنظمة المستخدمة لتصحيح ثغرات البرامج وأنظمة الحماية في الوزارة.
وأضاف في سؤاله: إن البعض يربط بين الهجوم السيبراني وقرارات إنهاء خدمات بعض المستشارين غير الكويتيين في الوزارة، فهل توصلت التحقيقات إلى وجود علاقة لأي ممن أنهيت خدماتُهم بالهجمة؟ وهل هناك أي شبهات بهذا الخصوص؟