الاثنين 12 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

طرائف العرب في كيد النساء

Time
السبت 18 مايو 2019
View
3470
السياسة
إعداد – إسلام مصطفى:

يحفل التاريخ العربي بالنوادر، التي قلما يوجد مثلها في أمم أخرى، نظرا لما يتمتع به العرب من خفة ظل، حتى أنهم سخروا الشعر في كثير من هذه المواقف فتحولت بها إلى نادرة، "السياسة" طافت
عبر تاريخ العرب قديمه وحديثه وقطفت بعض هذه النوادر لتقدمها للقارئ حتى ترسم على ملامحه البسمات.
قال الكثير من الأسلاف في كيد النساء الكثير والكثير، حتى أن الله قد أشار في كتابه العزيز إلى كيد النساء من خلال قصة السيدة زليخة زوجة عزيز مصر، والتي راودت نبي الله يوسف عن نفسه، ولهذا ومنذ قديم الأزل تتوارد الطرائف والنوادر في هذا الأمر، ولكن عند الرغبة في تدوين قصص مكائد النساء لن يستطيع أي كائن على وجه الأرض أن يفعل ذلك.
يحكى أن رجل كتب على دكانه عبارة "كيد الرجال غلب كيد النساء" فرأت فتاة حسناء العبارة ولم تعجبها، ودخلت إلى الدكان بحجة الشراء، وكلما تناولت شيء تمايلت حتى تظهر مفاتنها، مال إليها الشاب وقال لها: من أنت؟ قالت: ابنة قاضي القضاة. فقال: ما أسعد أبيك بك. فقالت: وما أشقاني معه، كلما طلبني أحدًا للزواج قال له: ابنتي عمياء كتعاء غير صالحة للزواج. فسألها: هلى تقبلين بي زوجًا وأنا أحل الأمر مع والدك؟ فقالت: نعم. ذهب الشاب إلى قاضي القضاة، وطلب منه الزواج من ابنته، فأخبره ما قالت الفتاة الحسناء، فأجابه: أقبلها كما هي ويكفيني حسبها ونسبها، وعندما أدخلوا عليه العروس لرؤيتها فإذا بها عمياء كتعاء وأنها ليست الفتاة الحسناء، فعاد الشاب إلى دكانه وأزال العبارة التي جلبت له المصائب. وبعد سويعات أتته الفتاة الحسناء، وهي تضحك وفرحة بنصرها، وقالت له: اعترفت بالحقيقة وأقررت بأن كيد النساء غلب كيد الرجال.
ويحكى في الأساطير عن مكائد النساء أنه كان هناك زوجان بلغ بينهما الكره مداه، واعتادا على تدبير المصائب لبعضهما، وفكر الرجل أن يشاور إبليس ليدبر له مكيدة كبيرة لكل منهما دون أن يعلم الطرف الآخر، وبالفعل تمثل إبليس في هيئة رجل كبير السن، ودبر للرجل مكيدة فوافق بها. وعندما ذهب للمرأة وعرض عليها المكيدة التي ابتكرها لم تقتنع بها، فقال لها مكيدة ثانية ولم يُقنعها، فكرت المرأة مليًا وقالت له: سأعرض عليك مكيدة وابدي رأيك فيها، فلما سمع إبليس مكيدتها، ارتبك وغضب، وقال لها: يا هذه خافي الله! ويحكى أن رجلا من الأعراب اقسم ألا يتزوج أبدًا حتى يحصي ويدون كل مكائد النساء، وبالفعل انطلق الإعرابي في البلاد يسمع ويدون بعض قصص كيد النساء، ولما انتهى بحسب زعمه، وهو في طريقه إلى أهله مر على قرية يعرف شيخها جيدًا، وعزم أن يسلم عليه ثم يذهب إلى أهله حتى يخبرهم بأنه أنجز مهمته ويبدأ في اختيار العروس المنتظرة. لما رآه شيخ القرية رحب به، وطلب منه أن يبيت عنده تلك الليلة ويذهب في الصباح، فنادى شيخ البلد زوجته لتكرم ضيفهم وأوصاها أن تكرمه وتطعمه، وبالفعل لم تكذب الزوجة خبرًا وأدخلت ضيفها في غرفة وقدمت إليه الطعام، ولكن عينها لمحت كتبًا ومجلدات كثيرة ولما سألته المرأة عنها، حكى لها القصة فضحكت ضحكة كاد يسمعها أهل القرية كافة. قامت زوجة شيخ البلد وهي امرأة حسناء وجميلة تتمشى أمامه بغنج، وجسلت بجواره، ونظرت إليه وقالت له: إن زوجي شيخ كبير وأنا أود صحبتك، ارتجف الرجل، وقالت له: تعال اقترب. فهّم بها الرجل، وعندها قالت له ما رأيك يا بائس لو صحت على من بالخارج ليدخلوا ويقطعوك إربًا إربًا يا مجنون، صُدم الرجل وقال لها: يا أميرة العرب والله ما كان هذا في بالي، وهي مستمرة في توبيخه وصرخت بكل قوتها ورفست الرجل على الطعام فسقط عليه. اندفع زوجها وأهل القرية إلى الغرفة وسألوا ما جرى، فقالت لهم لا شيء ولكنه انهمك في الأكل فانحشر الطعام في حلقه، فدفعته فسقط على الطعام، فضحك أهل القرية، وفي الصباح دخلت عليه الغرفة وانتابتها حالة من الضحك الهستيري وقالت له اسمع يا احمق والله لو عشت مثل عمر آدم وكنت مثل قارون مالًا ما كتبت ربع مكائد النساء، فقطع الرجل كتبه ومجلداته وهرول إلى بيته مسرعًا.

آخر الأخبار