الجمعة 06 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

طرائف مدعي النبوة

Time
الاثنين 13 مايو 2019
View
100
السياسة
إعداد – إسلام مصطفى:

يحفل التاريخ العربي بالنوادر، التي قلما يوجد مثلها في أمم أخرى، نظرا لما يتمتع به العرب من خفة ظل، حتى أنهم سخروا الشعر في كثير من هذه المواقف فتحولت بها إلى نادرة، "السياسة" طافت
عبر تاريخ العرب قديمه وحديثه وقطفت بعض هذه النوادر لتقدمها للقارئ حتى ترسم على ملامحه البسمات.

أرسل الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله بالكتب والرسائل السماوية ليدعو إلى الدين الإسلامي، وعندما أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم جعله خاتم الأنبياء والمرسلين، ولكن هناك الكثير من الأشخاص الذين ادعوا النبوة، وكان لذلك الكثير من الطرف والنوادر التي واجهها الحكام بحكم أنهم هم المسؤولون عن محاسبة هؤلاء الأشخاص.
ادعى رجل النبوة وكان ذلك في زمن خالد القسري، بل وفعل ما هو أبشع من ذلك حيث عارض القرآن الكريم، فأتى به خالد وقال له: ما تقول ؟ فرد عليه قائلًا: عارضت القرآن، فقال له القسري: بماذا؟ فأجابه: قال الله تعالى "إنا أعطيناك الكوثر" وقلت أنا: إنا أعطيناك الجماهر فصل لربك وجاهر، ولا تطع كل ساحر" ، غضب خالد القسري منه، وأمر بضرب عنقه، وصلبه على مرأى ومسمع من الناس ليكون عبرة لهم، فمر به أحد الشعراء ، فضرب على الخشبة المصلوب عليها وقال له: إنا أعطيناك العود ،فصل لربك من قعود ،وأنا ضامن لك أن لا تعود.
وذات يوم في عصر المتوكل ادعت امرأة النبوة، فأتى بها وسألها: أأنت نبية؟ قالت: نعم، فقال: أتؤمنين بمحمد؟ قالت: نعم. فنظر إليها مندهشًا، وقال: ولكن صلى الله عليه وسلم قال لا نبي بعدي، فنظرت إليه وقالت: فهل قال لا نبية بعدي؟ فضحك منها وأطلقها.
ومن أطرف قصص مدعي النبوة ما حدث في عهد المعتصم، حيث ادعى رجل النبوة، فأتى به الخليفة المعتصم، وقال له: ما آيتك؟ نظر إليه المدعي للنبوة، وقال: آية موسى. فقال له المعتصم: إذًا فألق عصاك تكن ثعبانًا مبينًا. فقال له الرجل: لن أفعل حتى تقول: أنا ربكم الأعلى.
و في عهد المأمون ، ادعى رجل النبوة ،فما كان من الخليفة المأمون إلا أن أحضره وسأله: ما دليل نبؤتك؟ فأجابه الرجل: أني أعلم ما انعقد عليه ضميرك. فنظر إليه المأمون مندهشًا، وقال: ما هو؟ فأجابه هذا الرجل قائلًا: في نفسك أصلحك الله، أنني كاذب، فضحك المأمون وعفا عنه.
وشهدت مدينة الكوفة ادعاء أحد أهلها النبوة، فلما أدخلوه على واليها، سأله: ما صناعتك؟ فأجابه: أنا حائك، فاستنكر الوالي قوله، وسأله مستعجبًا: نبي حائك؟ فقال له: أأردت نبيًا صيرفيًا؟ أي صراف نقود، فالله يعلم أين يجعل رسالته.
ويبدو أن عهد الخليفة المأمون كثرت فيه طرائف مدعي النبوة، ففي أحد الأيام ادعى إنسان النبوة، ولكن هذه المرة كان بحضرة المأمون، ولما طُلب منه معجزة نبوته، فقال لهم أرمي لكم حصاة في المياه فتذوب، فقالوا له رضينا بهذا منك، ففعل الرجل ذلك، ولكنهم تشككوا في الأمر وقالوا له: إنها حيلة، ولكن نعطيك حصاة من عندنا، واجعلها تذوب أيضًا في المياه، فلما وجد نفسه في مأزق قال لهم: لستم أجل من فرعون ولا أنا أعظم حكمة من نبي الله موسى، ورغم ذلك لم يقل فرعون لموسى لم نرض بعصاك وأعطيك عصا من عندي حولها لثعبان، قال ذلك وهو يضحك، فضحك منه المأمون وعفا عنه.

آخر الأخبار