الأخيرة
طريق الإفلاس
السبت 15 فبراير 2020
5
السياسة
طلال السعيدنُقدر ولع البعض بالشهرة، وحرصهم عليها، وبخاصة بعض الذين سلطت عليهم الأضواء فترة ثم حُسرت عنهم، فهم لا يشعرون بأهميتهم، الا إذا أثاروا ضجة من حولهم، تلك الضجة تشعرهم أنهم مهمون، ولكن، هل يعقل ان يكون ذلك على حساب مصالح الوطن العليا؟ يخرج علينا احدهم بمناسبة او من دون مناسبة ليصرح ان البلاد في طريقها الى الإفلاس، ثم يؤكد موعدا لذلك، وكأنما جاء من سبأ بنبأ عظيم، وياليت احدهم حين ينتقد بهذه القسوة يضع البدائل والحلول، إنما هو يفجر القنبلة، ويترك الناس في هرج ومرج، وينتظر ان يرسل إليه رئيس الوزراء ليعينه مستشارًا لشؤون الإفلاس، والسؤال الذي يفرض نفسه: هل يستحق منا وطننا كل هذا؟! أم ان هؤلاء المتحذلقين حين امنوا العقوبة، وعرفوا أنهم بتصريحاتهم تلك لا يقعون تحت طائلة القانون، فاخذوا راحتهم بالتصريحات، مع العلم ان تصريحاتهم اكثر خطرا من المساس بأمن الدولة، بما تثيره من بلبلة بين الناس، ولو حصل واستدعي احدهم الى الجهات المختصة لأنكر كل ما قاله.كل من أراد الشهرة صرح عن الإفلاس، من دون ان يذكر المصادر او الدراسات التي اعتمد عليها في تصريحاته تلك، المهم ان يصرح حتى لو كان من غير ذوي الاختصاص في طريق البحث عن الشهرة، وهو طريق الإفلاس الحقيقي، فهناك مجلس أمة منتخب، وهناك مجلس وزراء وحكومة ومستشارون، كل هؤلاء لايعلمون، وأنت وحدك الذي تعلم او بالمعنى الشعبي كلهم ماعندهم "سنع والسنع بس عندك"؟مشكلة المشكلات حين يصرح الفرد في غير مجال اختصاصه، والأدهى ان البعض يصدق كل ما يسمع من دون ان يحمل نفسه عناء التفكير او البحث، ولعل اقل أنواع البحث، يكون عن هذا الذي صرح، وماذا يريد؟ مشكلتنا في ضعف الذاكرة ...زين.