طريق المطار

طلال السعيد

كل نصاب وحرامي، او مجرم، يعرف طريق المطار معرفة جيدة، ويعرف متى يغادر الكويت عند ارتكابه جريمة، فما ان يرتكب الجرم الا وتوجه مباشرة الى المطار وغادر الى بلده بسهولة ويسر، ولم يسبق ان هناك مجرما واحدا تم جلبه الى البلاد بعد هروبه، أو جرى توقيفه قبيل خروجه خصوصا الاشقاء في احدى الدول العربية الذين ما ان يصل احدهم الى بلده الا ودخل خانة لم "يستدل عليه".
كذلك لا يصعب عليهم هناك استخراج اوراق جديدة باسم جديد فيصعب القبض عليه، خصوصا وان مطالبات القاء القبض على الهاربين عن طريق الانتربول الدولي غير جادة، ولا تتم متابعتها، فلم يذكر ان مجرما واحدا تم جلبه من تلك الدولة مهما كانت جريمته، بعكس مجرميهم الذين يهربون الى الكويت حيث تجد الانتربول الكويتي متعاونا جدا بإلقاء القبض عليهم، فبالامس هرب اثنان من محاسبي جمعية كيفان بـ 300 الف دينار بعد ان سلمهم المدير الذي هو من الجنسية نفسها جوازي سفرهما وغادرا ثم صدر ضدهم حكم بالسجن والغرامة، فمن يحضرهم الى الكويت لتنفيذ الحكم، واتصور ان الفلوس راحت معهم، ولا تستبعد انهما حاليا يعملان في بلد خليجي باسماء جديدة، اضافة الى غيرهم مئات من المطلوبين الذين تعجز الاجهزة المختصة عن جلبهم الى الكويت، او تحصيل الاموال، منهم سواء الاموال الحكومية اوالخاصة لاشخاص او شركات او ما شابه ذلك، فمن دخل تلك الدولة فهو آمن!
لذلك لا بد من سن قانون يلزم الوافد قبل المغادرة ان يقدم براءة ذمة من الكفيل ثم يسمح له بالمغادرة للتأكد من عدم هربه من جريمة ارتكبها، خصوصا اننا مخترقون من قبل الوافدين بشكل سافر.
هذا الحل سبق وطرحناه بتعيين القوي الامين وزيرا للحكم المحلي، او نائبا لوزير الداخلية لشؤون الحكم المحلي، او على الاقل وكيلا للداخلية لهذا الشأن، ومن ثم توكل اليه مهمة تنظيف تلك الملفات العالقة باسلوب علمي عملي وبسرية تامة بعيدا عن الضغوط! الخطب جلل والامر كبير وخطير فنحن نعتبر اقلية تعيش بين اغلبية وافدة لا تخلو من الاجرام والحقد، وتتحين بنا الفرص والمطلوب المبادرة قبل ان يبادرونا... زين.

[email protected]