الدولية
طريق فيينا مسدود وواشنطن تُهدِّد طهران بـ"خيارات أخرى"
السبت 04 ديسمبر 2021
5
السياسة
واشنطن، طهران، فيينا، عواصم - وكالات: أكد البيت الأبيض الأميركي أن إيران دخلت محادثات فيينا الأخيرة "باستفزازات نووية جديدة"، وإن نهجها خلالها لم يكن لحل القضايا المتبقية، حيث ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن "الإدارة الإيرانية الجديدة لم تأت إلى فيينا بمقترحات بناءة".وأضافت: "الأهم من ذلك أن إيران بدأت هذه الجولة الجديدة من المفاوضات بجولة جديدة من الاستفزازات النووية"، مشيرة إلى أن الرئيس جو بايدن ملتزم بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران إذا امتثلت إيران بالشيء ذاته.وأضافت: "إذا كانت إيران ملتزمة بنفس القدر فلدينا حل في المتناول لكننا لم نر ذلك منها هذا الأسبوع"، موضحة أن "واشنطن تأمل دوما في نهج ديبلوماسي وهذا دائما هو الخيار الأفضل".من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن "إيران تبدو غير جادة في المحادثات النووية، لذلك أنهينا الجولة الحالية"، وحذّر قائلاً: "لو وصلنا إلى طريق مسدود مع إيران سنبحث خيارات أخرى".كما حذر من أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتأجيل العملية مع الاستمرار في تعزيز برنامجها، وأن واشنطن ستتبع خيارات أخرى إذا فشلت الديبلوماسية، قائلا "ما رأيناه في اليومين الماضيين هو أن إيران لا تبدو الآن جادة في اتخاذ ما يلزم لمعاودة الامتثال، ولهذا السبب أنهينا جولة المحادثات في فيينا". وأضاف: "سنتشاور عن كثب وباهتمام كبير مع كل شركائنا في العملية نفسها، وسنرى ما إذا كان لدى إيران أي قدر من الاهتمام بالمشاركة على نحو جاد".وتابع بلينكن: "إذا تبين أن الطريق مسدود أمام عودة الامتثال للاتفاق، فسنسعى لخيارات أخرى"، لكنه امتنع عن توضيح طبيعة هذه الخيارات.بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الجولة الحالية من المحادثات النووية مع إيران في فيينا لم تكن ناجحة على ما يبدو، مضيفا أنه سيكون هناك تأخير قبل عقد الجولة المقبلة.وقال ماكرون: "أعتقد أنه من المحتمل ألا تنجح هذه الجولة من المفاوضات بالنظر إلى المواقف"، متابعا "ومن المرجح ألا تستمر هذه المفاوضات على المدى القريب".وفي السياق ذاته، أعلن المنسق الأوروبي بشأن المحادثات النووية مع إيران، إنريكي مورا، انتهاء المفاوضات، مقرا أنه لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، قائلا "هذه الجولة من المحادثات النووية اتسمت بالواقعية"، مضيفا "المحادثات النووية مع إيران لن تستمر للأبد"، مرجحا أن تستكمل المفاوضات النووية في فيينا العام المقبل، متحدثا عن مسودات مختلفة يجري بحثها خلال مفاوضات فيينا بشأن إيران.وبينما عبّر مسؤولون أوروبيون عن استيائهم من مطالب إيران، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إن الأطراف الأوروبية يمكن أن تقترح مسودات خاصة بها للمناقشة، بينما قال ديبلوماسيون إن الوفد الإيراني اقترح تغييرات جذرية على نص اتفاق تم التفاوض بشأنه في الجولات السابقة، رفضين إجراء التعديلات المقترحة على نص تمت صياغته بشق الأنفس، وقالوا إنه تم الانتهاء منه بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة.وقال مسؤولون بارزون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا: إن إيران تتبنى موقفا مدمرا خلال المحادثات، موضحين في بيان أنه "قبل نحو خمسة أشهر، أوقفت إيران المفاوضات. ومنذ ذلك الحين، مضت إيران قدماً في برنامجها النووي بسرعة، ثم تراجعت هذا الأسبوع عن التقدم الدبلوماسي الذي تم إحرازه.. طالبت إيران بإجراء تعديلات كبيرة".وأضافوا: "من غير الواضح كيف يمكن سد تلك الثغرات الجديدة في إطار زمني واقعي على أساس المسودات الإيرانية" المقدمة في المحادثات، معبرين عن "خيبة أملهم وقلقهم"، مضيفين أن بعض هذه التعديلات المقترحة لا تتفق مع الاتفاق النووي الموقع عام 2015.بدوره، كشف المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن إيران ترغب بإحداث تغيير جذري بمسودة الاتفاق الخاص بالمفاوضات الجارية حول الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن رغبة إيران في الحصول على ضمان بعدم انهيار الاتفاق لها ما يبررها.