الاثنين 23 سبتمبر 2024
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

طلال الخالد... مثالٌ على كفاءة المسؤول وحكمه العادل

Time
الأحد 14 مايو 2023
View
11
السياسة
أحمد الدواس

من وقت الى آخر نسمع ما يثير على الإعجاب والارتياح من أداء معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وزير الدفاع بالوكالة، الشيخ طلال الخالد، فقد أثبتت التجارب انه من القادة المسؤولين المشار إليهم بالبنان.
محب لوطنه وأهل بلاده، فقد أنصف الكثير من العسكريين، وألحق آخرين ينتظرون الخدمة العسكرية بالجيش، فيما ينتظر شبابنا في الوزارات الأخرى الوظيفة مدة طويلة، فيا ليت يحذو المسؤولون حذو معاليه، ودمتم لنا فخرا وعزة يا آل الصباح الكرام.
ها هو معاليه يتصدى للدفاع عن مصلحة بلاده، فقبل فترة توفت عاملة فلبينية فرفضت عائلتها مبلغ 50 مليون بيزو (نحو مليون دولار أميركي) كدية عُرضت عليها من قبل صاحب عملها الكويتي المشتبه بضلوعه في الحادثة، وقررت الفلبين حظر إرسال العمالة المنزلية الجديدة الى الكويت في شهر فبراير الماضي.
وصدر عن خارجية الفلبين بيانا غير لبق، فاستنكرت الخارجية الكويتية هذا التصريح، وما تضمنه من عبارات تعد تجاوزا مرفوضا على اختصاصات السلطات، الأمنية والقضائية، في البلاد، ونهجا غير مألوف في تعامل الدول.
جاء رد حاسم من الوزير الخالد أن الكويت لا تقبل الابتزاز بملف العمالة المنزلية، وطالب الفلبين الالتزام بتنفيذ الاتفاقية العمالية بين البلدين، واحترام المواثيق الدولية والعلاقات الديبلوماسية.
ووجه الوزير باستقدام العمالة من دول جديدة في آسيا وإفريقيا، وأمر بمنع دخول أي راكب من الجنسية الفلبينية للبلاد، حتى وإن كانت لديه تأشيرة مسبقة، ويستثنى من لديه إقامة سارية.
يبدو ان الفلبين فاجأها هذا الرد الصارم والحازم، فقالت حكومتها أنها تدرس إمكانية رفع حظر وتصدير العمالة إلى الكويت.
وهكذا، فالمسؤول الصارم، مثل الشيخ طلال، ينفع البلد، وهناك أمثلة أخرى، فرئيس سيرلانكا قضى على ثوار التاميل بضربة حاسمة، فالمتمردون أدخلوا البلاد في حرب أهلية عام 1983 استمرت 25 عاما، لكن الحكومة أحبطت هذا التمرد في عام 2008 فانتهت الحرب الأهلية، واستقر الوضع والأمن في البلاد.
أما في النمسا فيفضل معظم شعبها قائدا قويا يرأس الحكومة، وكانت مدينة نيويورك الأميركية تعج بالجريمة والفساد والعاطلين عن العمل، ثم تولى لاغوارديا منصب العمدة فيها، وكان مسؤولا مخلصا ونزيها، عمل بشدة وحزم كأنه حاكم مُستبد، واستطاع بمساعدة الرئيس فرانكلين روزفلت ان يهزم الفساد خلال فترة الثلاثينات في أميركا.
هذا المسؤول أصلح أحوال المزارعين الفقراء والعمال العاطلين، ونجح بإنعاش مدينة نيويورك اقتصادياً، كما أمر إدارة الإسكان أن تبني بتكلفة مخفضة، وأقام ملاعب عامة وحدائق، ومطارات، وأعاد تنظيم جهاز الشرطة.
وفي عهده ساد الهدوء شوارع نيويورك بعد ان كانت تعج بالجريمة، فاستطاع الناس المشي في الطرقات آمنين.
ما يثير الإعجاب أيضا كرئيس قوي العزيمة، ومخلص لوطنه، رئيس تنزانيا جون ماغوفولي، ففي إبريل 2019 أقال مسؤولين بارزين، من بينهم رئيس هيئة مكافحة الفساد، وقلص عدد الوزراء من 30 وزيرا في الحكومة الى 19، وطرد عشرة آلاف موظف بتهمة التزوير، وفرض على جميع الوزراء الكشف عن أرصدتهم وممتلكاتهم، وهدد بإقالة أي واحد لايكشف عن حسابه.
وفي زيارة مفاجئة لمستشفى الدولة الرئيسي، وجد المرضى يفترشون الأرض، والأجهزة الطبية معطلة، فعزل جميع المسؤولين في المستشفى، وأعطى مهلة أسبوعين للإدارة الجديدة، فأصلحت كل شيء خلال ثلاثة أيام فقط.
أرسل ماغوفولي رئيس وزرائه لتفتيش مفاجىء لميناء دار السلام، واكتشف وجود اختلاسات في العائدات، فأمر باعتقال رئيس الديوان في تنزانيا مع خمسة من كبار مساعديه، وباع جميع السيارات الحكومية الفارهة في مزاد علني، وعوض المسؤولين بسيارات "تويوتا" متواضعة الحجم.
نكرر شكرنا الجزيل لمعالي الشيخ طلال الخالد، إنه مثال على براعة المسؤول وأدائه الجيد، ليت جهوده الطيبة تكون حافزاً للمسؤولين فتحرك فيهم الهمم وروح الإخلاص والتفاني في العمل، فالبلد يحتاج هذه المشاعر الوطنية المخلصة.

سفير كويتي سابق

[email protected]
آخر الأخبار