الجزائر ـ وكالات: تظاهر آلاف الطلبة الجزائريين، أمس، في وسط العاصمة، كما دأبوا على ذلك كل يوم ثلاثاء، للمطالبة برحيل "النظام" ومحاسبة "العصابة"، غداة حبس رجال أعمال مهمين ومسؤولين سابقين في الجيش.وابتعدت شاحنات الشرطة عن مكان التظاهرات وتمركزت خصوصا على الطريق المؤدية إلى مقر البرلمان على بعد 500 متر، وكذلك في شارع باستور المحاذي لشارع ديدوش مراد، حيث منعت الطلاب من اغلاق الطريق في وجه السير، باستخدام المرشات اليدوية للغاز المسيل للدموع. وتحت شعار "يا احنا يانتوما ارحلي ياحكومة" اي "إما نحن وإما أنتم على الحكومة أن ترحل" سار الطلاب في شكل منظم بحسب اختصاصاتهم، فطلاب الهندسة المعمارية وضعوا قبعات بيضاء فيما وضع زملاؤهم في الهندسة المدنية قبعات صفراء، رافعين لافتة كبيرة كتبوا عليها بالفرنسية "لنبن جزائر جديدة".أما طلاب الطب والصيدلة فارتدوا مآزرهم البيضاء وساروا تتقدمهم لافتة "الصيادلة ضد هذا النظام المتعفن". وردد المتظاهرون شعار "عصابة يا عصابة جاء وقت المحاسبة". من جانبه، قال قائد الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح، أمس، إن بعض الأحزاب تحاول عرقلة الحوار، معتبرا "الحوار فرصة جيدة ينبغي التشجيع عليها"، مشيداً بالقضاء لتحركه ضد الكسب غير المشروع.
وانتقد "التحريض على عرقلة عمل مؤسسات الدولة ومنع المسؤولين من أداء مهامهم، وهي تصرفات منافية لقوانين الجمهورية"، محذرا من أن استمرار "هذا الوضع ستكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الوطني"، قائلا إن "بعض الأصوات التي لا تبغي الخير للجزائر تدعو إلى التعنت والتمسك بنفس المواقف المسبقة"، مضيفا "توصلنا لمعلومات مؤكدة حول التخطيط الخبيث للوصول بالبلاد إلى حالة الانسداد، الذي تعود بوادره إلى سنة 2015، حيث تم كشف خيوط المؤامرة وخلفياتها".من جانبها، أعلنت الرئاسة الجزائرية أمس، إن لقاء تشاوريا عقده الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح مع عدد من الشخصيات الوطنية وممثلي الأحزاب، أوصى بتأجيل انتخابات الرئاسة إلى مطلع الخريف المقبل.ودعا البيان الختامي للقاء الذي نظمته الرئاسة الجزائرية واختتم في ساعة متأخرة من أول من أمس، إلى تعديل قانون الانتخابات وتشكيل لجنة وطنية للإشراف وتنظيم الانتخابات على ان يتم تعيين أعضائها من جانب القضاة وليس السلطة.وفي شأن أخر، سحبت اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، أمس، الثقة من الأمين العام جمال ولد عباس، وجمدت عضويته من الحزب.وشهدت الدورة الاستثنائية لحزب جبهة التحرير الوطني التي عقدت أمس من أجل انتخاب أمين عام جديد تلبية لمطالب الحراك الشعبي، مناوشات بين أعضاء اللجنة المركزية للأفلان.وأعلن عضو اللجنة المركزية بالحزب السعيد بوحجة أنه سيترشح كأمين عام للأفلان، وصرح بأنه في حال فوز شخص آخر بالأمانة العامة سيدعمه.