الجمعة 20 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
طوفان الأقصى إما الانتصار وإما السلام
play icon
كل الآراء

طوفان الأقصى إما الانتصار وإما السلام

Time
الأربعاء 18 أكتوبر 2023
View
728
السياسة

أوراق الخريف

سلام لأرض سعدت بزيارتها مرتين، وتشرفت بالصلاة في مسجد الأقصى، ثالث الحرمين، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"، أرض خلقت للأديان والسلام والتسامح أرض الشرفاء، والجبابرة، والمرابطين الصادقين في مواقفهم.
لذا ستظل القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى، وقضية المسلمين، وقضية أصحاب الحق والعدل والحقوق المشروعة، وستحظى على الدوام بدعم شعبي من كل الأقطار، العربية والإسلامية، والأحرار الشرفاء في بقاع العالم.
فلسطين قضية شعب سلبت أرضه، واختطف بغطاء ممن يدعي الديمقراطية والإنسانية والعدالة، ومن أسس الأمم المتحدة، واستخدم حق النقض (فيتو) ضد كل قرار يخص القضية، فأي عدالة، وأي مجلس أمن، وعن أي قرار تتحدثون؟
الشعب الفلسطيني سيقرر مصيره بنضاله المشرف، وإقامة دولته المستقلة، وبالتالي نحن داعمون ومساندون لهم حتى تحرر بلادهم، وينالوا حقوقهم في العيش والسلم، فالنضال من أجل حقوقهم وحريتهم ليس إرهابا، او ضد الشرعية وقرارتها الدولية.
بينما نجد الولايات المتحدة وحلفاءها، تقرر دعم اسرائيل، وتتهم الشعب المناضل من أجل الحرية والتحرير أنه إرهابي، وهذا ليس غريبا عليهم.
فعلى الدول التي تقف متفرجة على مشهد دراماتيكي أن تتحرك لوقف المجزرة الصهيونية على أهل غزة وفلسطين، وعلى الأطفال والنساء والمدنيين.
فالسابع من أكتوبر 2023 سيبقى في ذاكرة الإسرائيليين، وفي تاريخ اليهود، فقد قدمت المقاومة الفلسطينية درسا للجيش والاستخبارات، وكما اكد سلطان عمان، فإن سلطنة عمان تتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتدعم الجهود الداعية لوقف التصعيد والهجمات التي تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والخراب.
لذا فعلى إسرائيل الاستجابة لهذه المبادرات، ومبادرة السلام العربية، ولقرارات مجلس الأمن وغيرها، لأنها لن تستطيع العيش في أمان ما دام هناك احتلال وقتل واستيطان، فالمعارك، الحالية والمقبلة، ستكون ضارية والطلقات ستصيب أهدافها.
ونقول لكل الداعمين لاسرائيل: لا يمكن إحلال السلام دون إقامة دولة فلسطينية، فعلى المجتمع الدولي العمل على إيقاف هذا التصعيد، وعدم الكيل بمكيالين، وإيجاد دولة قابلة للحياة، ومن ثم يمكن التطبيع مع إسرائيل لتكون جزءا لا يتجزأ من دول المنطقة، سعيا لطي صفحة الصراعات والخلافات والحروب.
فعملية "طوفان الأقصى" هي البداية ولن تكون النهاية، بل هي رسالة قوية وجهت من شعب لا يخاف الموت او الشهادة، بل هم مستمرون في واجبهم المقدس، وعقيدتهم التي تدرس للأجيال، جيلا بعد جيل بأن اسرائيل شعب محتل!
فالجيش الذي لايقهر، والمخابرات التي لا تهتز، أسقطها "طوفان" شباب لا يملك شيئا سوى القليل من الأسلحة، واستطاع كسر كل الحواجز، ولقن تل أبيب درسا لا ينسى، والغطرسة الإسرائيلية لا بد لها من نهاية، طال الزمن او قصر، لان فلسطين ليست قطعة من الأرض، بل هي مدينة مقدسة، ومهبط الديانات الثلاث، ورمز الحرية والكرامة والشرف.
وكما اعتبرت الصحف الإسرائيلية "طوفان الأقصى" بمثابة الزلزال، فنحن نقول لهم هناك "تسونامي" في الطريق، اذا لم تستجب الحكومتين الإسرائيلية والأميركية لدعوات السلام المتكررة، ووضع الحل العادل والشامل من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، عاصمتها القدس الشريف.
فالمعركة الحالية نقطة تحول حقيقية، والدول العربية اليوم أمام مسؤولية تاريخية لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته، ينبغي أن تكون هي قضيتهم الاولى.
نسأل الله الثبات والنصر لإخواننا في فلسطين، اللهم كن لهم عونا وناصرا في كل معركة حتى ينالوا مرادهم وتتحقق العدالة والتحرير… والله من وراء القصد.

كاتب عماني

د. أحمد بن سالم باتميرا

[email protected]

آخر الأخبار