طَوِّر قدراتك الْعَقْلِيَّة

د. خالد عايد الجنفاوي

تشير القدرات العقلية في هذه المقالة الى الملكات، والآليات، والقدرات الذهنية التي يستعملها الانسان في حياته اليومية، ومنها على سبيل المثال، القدرة على الاستيعاب اللفظي، والتعبير عن النفس، والادراك الواعي لما يجري حول الفرد في حياته الخاصة، وأثناء وجوده في العالم الخارجي، وحلّ المشكلات.
ومن هذه القدرات ما هو فطري، ومنها مهارات تكتسب عبر الممارسة، ويفترض بالفرد الذي يرغب في تطوير شخصيته، الحرص على تحسين قدراته العقلية بهدف مسايرة ما يحدث حوله من تطوّرات وتغيّرات، وما يمكن أن يتعرّض له من تحديّات حياتية غير متوقعة.
ومن بعض وسائل تطوير بعض هذه القدرات، نذكر التالي:
-القدرة على التكيّف: يؤدي تعمّد الخروج من منطقة الراحة النفسية الاعتيادية الى مرونة التفكير، ويزيد قوة فعاليته، وتطوير المهارات الاجتماعية عن طريق المشاركة النشطة في الفعاليات الاجتماعية المختلفة.
وتطوير القدرة الشخصية في اتخاذ القرارات بربطها بضرورة تأكيد الذات، والسعي المستمر الى فهم وجهات نظر الآخرين تجاه المواضيع والقضايا الحياتية المختلفة.
-حلّ المشكلات: تجزئة المشكلة الى عناصرها الأساسية، والسعي الى فهم سياقاتها المتعددة قبل اتخاذ قرار بشأنها، وممارسة التفكير خارج الصندوق الذهني المغلق، وخصوصًا التفكير خارج ما هو مألوف في التفكير الجمعي.
ومعرفة سلبيات وايجابيات الحل المقترح للمشكلة، وتنقية طريقة التفكير من التحيّزات الذاتية الضيّقة.
-قوة الملاحظة والذاكرة الارتباطية: تقوى قدرة ملاحظة الانسان وتتطوّر سرعة إدراكه للأمور الحياتية المختلفة، وتتعزّز ذاكرته الارتباطية كلما حرص على ممارسة التفكير العملي، وبتقوية ذاكرته البصرية وبتدريبه لآليته الذهنية في استرجاع المعلومات المخزّنة في ذاكرته.
وسعيه الى اكتشاف الروابط بين هذه المعلومات وبين السياقات والظروف الحياتية المتنوعة والمتجددة، خصوصا في تركيز الفرد على اكتساب مهارة التفكير الإبداعي، بهدف اكتشاف وجهات النظر الأخرى تجاه موضوع معيّن، وبقصد الخروج من فخ التفكير الروتيني، وبتدريب العقل على تذكّر التفاصيل اللافتة، وبتعويد العقل على ممارسة التركيز الذهني بشكل فعّال.
-تطوير القدرة على التعلّم: يمكن للإنسان تطوير قدراته الذهنية إذا بدأ يعتنق عقلية النمو والتعلّم، بدلاً من ان يقبع في قوقعة عقلية الثبات والاجترار الفكري!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi