الجمعة 04 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

طُمَأْنِينَة النَّفْس داخِلِيّة المَنْشَأ!

Time
الاثنين 26 يونيو 2023
View
9
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

"قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"(التوبة 51).
لا يمكن لشيء خارج نفس وشخصية الانسان أن يجلب له الطمأنينة النفسية، بسبب أن منبعها ذاتي بحت، وبعض مقوماتها تؤصّل ثقة الفرد بإمكاناته، وبقدراته الذاتية، وشعوره بالقدرة على العودة بنفسه الى التوازن الفطري.
اذ لا يمكن للطمأنينة النفسية أن تأتي من العالم الخارجي، أو تترسخ في النفس على أيدي الآخرين، فهي موقف نفسي شخصي اختياري ينبع من مقومات وآليات، بيولوجية ونفسية وذهنية، وتركيبات فكرية خاصة بالإنسان دون غيره، يستطيع عن طريقها العودة باختياره الى طُمَأْنِينَة النَّفْس وقت ما يشاء:
-اجترار الأفكار السلبية والتركيز على الأفكار الإيجابية: أحد أسباب المعاناة المستمرة من التوتر، والقلق النفسي، يتمثل في عدم وضع الفرد لمصدّات ذهنية داخل عقله يمنع عن طريقها الأفكار، والتخيلات السلبية أن تلج إليه، وهي ملكة فطرية تتحول مهارة شخصية فعّالة عندما تقوى إرادة الإنسان، ويزيد تصميمه على تنقية عقله من السموم الفكرية.
-التعامل مع الضغوط النفسية: كلما تعمّد المرء الخروج من منطقة راحته النفسية بين الحين والآخر بهدف تقوية مناعته الفطرية نمت قدرته على التعامل الفعّال مع الضغوط النفسية التي يتعرض لها في حياته الخاصة، وفي العالم الخارجي، والبديل السلبي في هذا السياق يتمثل في الوقوع المستمر في الاضطراب النفسي والعاطفي المتواصل بسبب القابلية المفرطة للتأثر سلبًا بما يأتي من العالم الخارجي.
-القدرة على التمييز بين الوهم والحقيقة: تستقر النفس عندما يخلو العقل من الأوهام، والانطباعات، والتخيلات التي لا تسندها الدلائل الملموسة والمنطقية، وبسبب أن اجترار الأوهام ينهك خلايا الدماغ بالأحمال الكهربائية الزائدة عن الحد!
-القدرة على تحقيق الذات: كلما تحرّر الفرد من أوهام تحقيق الذات من مصادر خارج نفسه أصبح خياره الوحيد هو تفعيل طمأنينته النفسية الداخلية.
-التأمّل والصفاء الذهني: تُحسّن رياضة التأمل المزاج، وتعالج الاكتئاب، وتساهم كذلك في الحفاظ على التوازن النفسي الداخلي، وبسبب ارتباطها بممارسة التنفس العميق، فهي تؤدي الى التخفيف من التوتر والشعور بالهلع وتستبدلهما بالطمأنينة النفسية.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار