ظاهرة العنف في المجتمعات المعاصرة... مواجهات أثنوغرافية

"ظاهرة العنف في المجتمعات المعاصرة... مواجهات أثنوغرافية"كتاب صادر حديثا للمؤلف بارفس قاسم فاخاندي والترجمة لهناء خليفي عن المركز الأكاديمي للأبحاث وهو المجلد الثاني في هذه السلسلة. إذ يناقش المجلد الأول المعنون (المال: مواجهات إثنوغرافية) الذي اشترك في تحريره كل من ستيفان سندرز وإليسون تروت الطرائق التي تسهم فيها خبرات الأنثروبولوجيين وتجاربهم مع المال والنقود في تشكيل خبراتهم الحقلية وحصولهم على التبصرات المتأتية من دراسة نطاق واسع من الموضوعات المتعلقة بالمال والتبادلات النقدية. ويتناول الأنثروبولوجيون الذين أسهموا في كتابة المجلد الثاني تجارب العنف التي خاضوها في أعمالهم الحقلية، مبينين الطريقة التي أثرت فيها هذه التجارب والخبرات في تشكيل ملامح المواجهة الإثنوغرافية ، التي تسهم بدورها في تحديد أنواع التبصرات والمواقف إزاء هذه المواجهة، وبالتالي تطويرها. في فصول الكتاب التسعة فضلا عن المقدمة، يستكشف الأنثروبولوجيون بعض الأشكال التي يتخذها العنف، والطرائق التي يستعملونها للتعرف على هذه الأشكال وجمع المعلومات عنها، فضلا عن الطبيعة الاجتماعية – الذهنية والجسدية – لهذه التجارب في مناطق جنوب آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط. تضمن هذه الدراسات مواجهات مباشرة مع مقاتلي حركة (الدرب المضيء)، والحملات الحكومية لمكافحة التمرد في البيرو، ومواجهات مع بعض أعضاء منظمة المتطوعين القومية الهندوسية RSS في أثناء أعمال الشغب والمجازر المنظمة التي ارتكبت بحق المسلمين في بعض مناطق الهند، وتجربة الخوف في أوساط الأكراد العراقيين في السنوات الأخيرة من حكم صدام حسين (1938 – 2006)، وكيف أسهمت تجربة التعايش والتآلف مع الروح القتالية التي يتميز بها أفراد قبيلة السامبورو في شمال وسط كينيا في دفع ابن إحدى عالمات الأنثروبولوجيا (الأميركان) إلى التفكير بالتطوع والمشاركة في الحرب في العراق؛ والوحشية والعلاقات السائدة في أحد مراكز تأهيل القاصرين في البرازيل، والعنف الذي طبع بطابعه ملامح العلاقة مع مساعد حقلي متحول جنسيا في المكسيك، والإجراءات الأمنية المحلية التي اتخذت في أعقاب تفجير أحد المراكز المجتمعية اليهودية في بوينس آيرس، والأحلام وذكريات العقاب والتعاون (مع العــــــدو والتخوين) في جنوب لبنان وسورية، والشائعات والتحرش الجنسي في أثناء العمل الحقلي في سيدي إفني بالمغرب.