عائدون... باسم الأمة

الأمير: العرس الديمقراطي جسَّد الوجه الحضاري للوطن العزيز

ولي العهد: الحس الوطني للمواطنين تجسَّد في مشاركتهم الفاعلة

قال الشعب كلمته... وتقاطرت حشود الناخبين منذ الصباح الباكر أمام لجان الاقتراع لاختيار 50 نائباً من بين 207 مرشحين لعضوية مجلس الأمة في فصله التشريعي الـ17.
رغم ارتفاع درجة الحرارة ولهيب الشمس الحارقة، كان الكويتيون على الوعد وعند حسن الظن بهم، لبوا نداء الوطن ووقفوا في طوابير طويلة، لم يأبهوا للحر ولم يكترثوا للانتظار الطويل، رجالاً ونساءً، شيباً وشباناً، أما النساء وكبار السن وذوو الهمم فقد ضربوا المثل في الولاء والانتماء، وتقدموا الصفوف؛ في حين اثبت الشباب من ابناء الجيل الجديد حرصهم على المسار الديمقراطي، ووفاءهم لتقاليد الاباء والاجداد السياسية.
في الانتخابات الثالثة خلال اقل من ثلاث سنوات، بعد اقتراعي ديسمبر 2020 وسبتمبر 2022، أثبت الكويتيون أن لا مكان لليأس والاحباط، وجددوا التأكيد على ثقتهم بالديمقراطية طريقاً ومنهجاً.
وتشير النتائج الأولية غير الرسمية، وفقا لتليفزيون الكويت، إلى تقدم عدد كبير من اعضاء مجلس 2022 المبطل، وعودتهم الى مقاعدهم، وفيما اعتبر بعض المراقبين هذه المؤشرات دليلا يعكس تعاطف الناخبين مع اعضاء مجلس 22 الذين لم ينالوا فرصتهم كاملة، ومحاولة لمنحهم «فرصة ثانية» للعمل والانجاز، لا سيما أن مجلسهم لم يعمر طويلاً ولم يختبر بشكل حقيقي، أعرب آخرون عن تخوفهم من أن تؤدي تلك النتائج إلى استمرار حال «عدم الاستقرار البرلماني».
من جهته، أعرب سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد عن بالغ تقديره لكل الوزارات والجهات الحكومية التي شاركت في الإعداد والتنظيم للانتخابات وعلى ما أبدوه من تعاون وتكاتف وتنسيق وتنظيم بناء لإجراء عملية الانتخابات.
وبعث سموه ببرقيات شكر إلى سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، وإلى وزراء الداخلية والبلدية والدولة لشؤون الاتصالات والإعلام والتربية والتعليم العالي والعدل والأوقاف والشؤون الإسلامية والصحة والشؤون الاجتماعية ورئيس قوة الإطفاء.
كما عبر سموه عن بالغ تقديره وخالص ثنائه لأعضاء اللجنة القضائية العليا المشرفة على سير الانتخابات وعلى جهودهم المقدرة التي يسرت الانتخابات بكل كفاءة وشفافية، سائلا المولى، تعالى، أن يأخذ بأيدي الجميع لكل ما فيه الخير والرفعة والسؤدد للوطن العزيز.
في الوقت ذاته، أشاد سموه بما تحلى به المواطنون من حس وطني تجسد بمشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات وما أبدوه من التزام بالإرشادات أسهمت في تمكينهم من الأدلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر الأمر الذي جسد الوجه الحضاري للوطن العزيز في هذا العرس الديمقراطي.
في الإطار نفسه، شكر سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -في برقيات شكر مماثلة- الوزارات والجهات الحكومية، التي شاركت في الإعداد والتنظيم لانتخابات على ما أبدوه من تعاون وتكاتف وتنسيق وتنظيم بناء لإجراء عملية الانتخابات.
وعبر سموه عن بالغ تقديره وخالص ثنائه لاعضاء اللجنة القضائية العليا المشرفة على سير الانتخابات، وأشاد بما تحلى به المواطنون من حس وطني تجسد بمشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات.
وفيما لا يزال الحديث مبكراً عن نسبة المشاركة، وبانتظار اعلان النتائج الرسمية، أكد رؤساء لجان رئيسية وفرعية ومراقبون للمشهد أن لجان الاقتراع شهدت في الفترة الصباحية، اقبالا تراوح بين «جيد» و»جيد جدا» تجاوز نصف عدد المسجلين في كشوف الناخبين في بعض اللجان، فيما انخفض الاقبال نسبياً خلال ساعات الظهيرة ومع اشتداد درجة الحرارة، لكنه عاد إلى الصعود بشكل كبير مع حلول المساء واستمر حتى اغلاق اللجان أبوابها في الثامنة من مساء أمس.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية الرئيسية في ثانوية أحمد البشر الرومي بمنطقة الدعية المستشار فيصل السعيدي: إن نسب التصويت باللجنة الرئيسية بلغت 50% بواقع 430 صوتاً من إجمالي 900، وذكر رئيس اللجنة الانتخابية الفرعية في مدرسة عبدالله الرومي بمنطقة صباح الناصر القاضي زيد العطار: إن 400 ناخب من أصل 854 أدلوا بأصواتهم خلال ساعات الصباح الأولى، بنسبة تجاوزت الـ48%.
في السياق ذاته، قال رئيس اللجنة الأصلية في مدرسة أنجفة الابتدائية المستشار خالد البصيري: ان الاقبال من الشباب وكبار السن خلال الساعات الأولى كان «جيد جداً»، لافتا الى أنه لاحظ حماسة من قبل الناخبين في مختلف اللجان المقيد بها 2478 ناخبا.
في غضون ذلك، وجه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع بالوكالة الشيخ طلال الخالد المعنيين والقائمين على العملية الانتخابية الى تسخير الإمكانات كافة وتذليل العقبات جميعا أمام الناخبين والناخبات للادلاء بأصواتهم وتسهيل حركة دخولهم وخروجهم بأسرع وقت ممكن.
وشدد الخالد، خلال جولة تفقدية لعدد من اللجان في الدوائر الخمس، على ضرورة تقديم الرعاية اللازمة لكبار السن ولذوي الاحتياجات الخاصة ومنحهم الأولوية في العملية الانتخابية للإدلاء بأصواتهم، داعيا رجال الامن الى التعامل الراقي مع الناخبين والناخبات للخروج من العرس الديمقراطي في أبهى صورة.
بدوره، أشاد وزير العدل وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية د.عامر الرطام، أمس، بالجهود «الكبيرة والمخلصة والمتميزة» التي تقوم بها الجهات المختلفة المعنية بالعملية الانتخابية لاخراج العرس الديمقراطي التي تشهده البلاد «بأحلى وابهى صورة».
وأثنى الرطام في تصريح صحافي عقب جولة تفقدية مماثلة على رجال السلطة القضائية الذين يقومون بواجبهم في الاشراف على سير ومتابعة العملية الانتخابية على اكمل وجه لتحقيق اعلى درجات الشفافية والنزاهة والدقة.