الثلاثاء 19 أغسطس 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

عائشة القذافي والعصابة

Time
الخميس 28 نوفمبر 2019
السياسة
أحمد الدواس

كتبت إحداهن رسالة باللغة الانكليزية فقالت فيها:" أنا عائشة القذافي، أرملة وأم وحيدة، لدي ثلاثة أطفال. أنـا ابنة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، لدي 27 مليون دولار أريد استثمارها، وأحتاج الى مدير لأعمالي، ولأن وضعي الحالي لاجئة سياسية، سوف أخولك ملكية هذه الأموال لنستثمرها ســوية، ونتقاسم الأرباح".
وقال شخص غبي جداً:" أنا الدكتور لات أحمد، ان ساعدتني بتحويل مبلغ 7 ملايين دولار سأدفع لك بعد عملية التحويل نصف المبلغ".
كثرت رسائل النصب بهذا الشكل:" لديّ كذا مليون دولار، وأنا مصاب بالسرطان وأيامي في الحياة معدودة، ولا أدري ما مصير هذه الأموال"، وأنه سيحول الأموال لي لإنفاقهـا على المحتاجين واليتامى والجمعيات الخيرية ، ويريد فقط رقم بطاقتي البنكية، وبيانات الهوية".
وأرسل شخص آخر رسالة قال:" أنا محام في بريطانيا، لديّ ملف شخص كويتي، قبل وفاته، أوصى بتوريث أمواله لك، طالما أنتما من نفس البلد"، وغبي آخر قال:" أنا اسمي احمد عوين، مدير بنك استثمار في بوركينا فاسو، أرجو مساعدتي على تحويل مبلغ سبعة ملايين دولار، وبعد تحويل المبلغ، لك نصفه ولي النصف".
وقالت امرأة:" أنا صوفيا لوكوس، ولوكوس باللغة الإسبانية تعني" مجانين"، المفرد لوكو، وبالفعل أنا بين أناس مجانين، قالت:" أنا امرأة مصابة بالسرطان، ترك لي زوجي بعد وفاته مبلغ 11 مليون دولار باسمي في البنك، وقد أخبرني طبيبي أني سأموت قريبا، لذلك قررت أن أترك لك هذه النقود لتنفقها على الأعمال الخيرية".
وهكذا يستعمل هؤلاء النصابون كلمة" كذا مليون دولار"حيلة قد تنطلي على البسطاء لجذب انتباههم والتفاعل معهم.
لوحظ أن بعد الكوارث الطبيعية في أميركا تظهر منظمات خيرية فجأة تطلب التبرعات النقدية، فبعد إعصار "كاترينا" سنة 2005 ظهر اربعة آلاف موقع جديد على شبكة الانترنت للاحتيال على الناس لجمع التبرعات للإغاثة، وفي سنة 2017 عندما ضرب أميركا إعصار "هارفي" تعرض كثير من الأميركيين للنصب، فأرسلوا نحو 300 ألف شكوى للشرطة،وبعامة تعتبر الزلازل والفيضانات فرصة للمجرمين لنهب الــتــبرعات.
واستطاع أشخاص من أوكرانيا خداع سيدة كويتية بتملك عقار أو شقة فكتبوا لها بالانترنت، واستعملوا معسول الكلام، فصارت تدفع لهم أموالاً كثيرة كأقساط لثمن عقار، عرف زوجها بالقصة فغضب عليها وحدثت مشكلات كثيرة بينهما.
من المؤسف ان البعض يستغل شهر رمضان بالذات ليطلب الصداقة في موقع "فيسبوك"، ولما نقبل صداقته، يرسل فيقول ان لديه طفلا معاقا يحتاج للمساعدة المالية!
دخلت امرأة عربية دائرة النصب، وهي ذكرت جنسيتها، فأرسلت رسالة لي بالبريد الإلكتروني" أنا ملك الشايب،سيدة أعمال، كنت مسيحية متزوجة من رجل أعمال ولكنه توفي، اعتنقت الإسلام فواجهت العديد من المشكلات، رحلت لأميركا وطلبت اللجوء السياسي، مقيمة بمعسكر في ميامي، أنا أبحث عن شريك لمساعدتي في مشروعات عقارية وفنادق في الشرق الأوسط برأس مال 11 مليون دولار، أرغب في التعرف عليك لأشرح لك الموضوع، وأنا بانتظار بياناتك الشخصية للتعارف"، هذا نصب واحتيال ولاشك.
في سنة 1983 دخل ثلاثة شباب كويتيين" مقهى العباسية" في بودابست عاصمة هنغاريا، ونصب عليهم عربي فأقنعهم بتأجير شقة بدلاً من الفندق واقتنعوا، وقبل السرقة أبلغهم انه مدعو الى حفل زواج ظهراً، فلما خرجوا دخل الشقة، التي هي شقته في الأصل، وسرق جواز سفر كويتياً ومئات الدولارات، وعندها بات أحدهم مسكيناً لايملك إلا ملابسه التي يرتديها، ولم تكن هناك سفارة كويتية، ظل على هذه الحال نحو عشرة أيام في فندق بسيط يرجو من صاحب المكان أن يصبر عليه قليلاً، ثم اتصل بنا في سفارتنا في بلغراد فقمت بتقديم المساعدة له وترحيله الى الكويت.
أقول للمدعوة عائشة القذافي، التي ما انفكت تكتب لي، وأنا أشك ان هذا هو أسمها الحقيقي، وكذلك لمن يزعم أنه من سكان بوركينا فاسو: ان رسائلكم نصب واحتيال، وكلكم من بلدان تجتاحها عصابات إجرامية، وتعيشون في أخطر البلدان، فلا غرو ان تتعودوا على الحيلة والجريمة، فلديكم تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يمتد من مالي الى باكستان، همه ضرب المصالح الغربية، فاغتال السفير الأميركي في بنغازي بليبيا هو وثلاثة أميركيين آخرين، وهناك تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، دخل بوركينافاسو في سنة 2012، ونفذ عمليات إرهابية في المدن الأفريقية، كالهجوم على المطاعم والمقاهي والفنادق الصغيرة، التي يتواجد فيها الغربيون، فقتل مدنيين في بوركينا فاسو، من بينهم الداعية الكويتي الشيخ وليد العلي وزميله الشيخ فهد الحسيني، فرحم الله شهيدي الخير رحمة واسعة.

سفير كويتي سابق
آخر الأخبار