الخميس 29 مايو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   منوعات

"عائلة عبدالحميد حافظ" دراما كلاسيكية مبهجة

Time
الخميس 28 أبريل 2022
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

عندما ينقل العمل الدرامي المشاكل الواقعية بطبيعتها دون إضافات يصل إلى الجمهور دون وسيط، وعندما تكون هناك مجموعة من الممثلين الأكفاء الذين يجسدون الأحداث ويتفاعلون مع الشخصيات بشكل فيه قراءة جيدة، يصبح لديهم ثقة أمام الكاميرا وتصل رسالتهم للجمهور دون الحاجة إلى تجميل المشاهد أو افتعال أحداث وهمية، لكي تكون المحاور الدرامية للعمل أكثر شغفا، وهذا كله متوافر في مسلسل "عائلة عبدالحميد حافظ"، الذي يجسد بطولته الفنانون أحمد الجسمي، هيا عبدالسلام، فؤاد علي، نور، ميثم بدر، سماح، محمد الدوسري، علي الحسيني وغيرهم.
تدور أحداث المسلسل حول شخصية "عبدالحميد سرحان"، التي يجسدها الفنان الإماراتي أحمد الجسمي، يعيش مع أولاده وأحفاده بالطريقة نفسها، التي عاش عليها في ماضيه الذي يعتز به في كل تعاملاته وعلاقته مع الآخرين وحتى في رومانسيته مع زوجته "فضة" التي تجسدها الفنانة نور، فهو تأثر في صباه وشبابه بالفنان الراحل عبدالحليم حافظ وأغنياته ومازال يعيش على هذه الكلاسيكيات الجميلة، لكنه يصطدم دوما في العلاقات مع من حوله، خصوصا أبناءه وعلاقاتهم مع بعضهم البعض أو مع أزواجهم وزوجاتهم ومع ابن أخيه "عصام" فؤاد العلي، الذي يعيش حالة مختلفة مع زوجته "ابتسام" التي تجسدها زينب أحمد، لأنها تكبره في العمر وداخلها احساس وطاقة غير ايجابية بسبب فرق العمر وكثيرا ما تخلق مشاكل مع زوجها لعدم ثقتها في نفسها، كذلك تتعامل ابنته "زبيدة" سارة صلاح مع زوجها "ماجد" حسين الحداد بشكل فيه الكثير من الحرج رغم حبه لها وهي لديها تطلعات في أمور تعد من الكماليات. على الجانب الآخر، نجد هيا عبدالسلام، التي تجسد شخصية "سعاد" وتعيش بطريقة "عبدالحميد"، تتعامل مع الحياة بشكل طبيعي دون قيود وهذا خلق لها الكثير من المشاكل، فكل شخصية في عائلة "عبدالحميد" تعيش حالة درامية مختلفة، لكن وجود الفنان الجسمي في هذه الشخصية بمواصفات الرجل المعتدل، الذي يحب الحياة ويحب أن يكون كل شيء حوله بنفس الطريقة التي عاشها، جعلته محور الأحداث وملهم حل المشاكل وعنوان الفرح والبهجة والتصالح الدائم مع النفس ومع من حوله.
المسلسل من تأليف مريم نصير وإخراج سعود بوعبيد، يحمل حكايات اجتماعية فيها الكثير من الدفء والألفة لأن غالبية المشاهد والأحداث تدور بين أفراد العائلة الواحدة، ورغم أن مسلسل "عائلة عبدالحميد حافظ " عمل اجتماعي بحت في كل محتواه، إلا أن خيوط اللعبة الدرامية فيه تحمل شيئا من البساطة الجميلة وهذه الملامح كانت واضحة من شارة مقدمة العمل، التي اعتمدت موسيقى كلاسيكية وصور عبدالحليم حافظ، ما جعل المشاهد يستلهم الأحداث لأنها تعيده إلى الزمن الجميل بكل تفاصيله، الأمر المهم أن صور وأغنيات عبدالحليم حافظ وحتى الموسيقى المستخدمة أضفت على العمل حالة من الرقي والسعادة والرومانسية التي كنا نشاهدها في أفلام الأسود والأبيض.
ويبقى ان مسلسل "عائلة عبدالحميد حافظ" عمل درامي فيه اختلاف كبير عما يقدم من أعمال، وهو بعيد تماما عن الدراما الاستهلاكية، كما أن التفاصيل الصغيرة التي يقدمها أحمد الجسمي وهيا عبدالسلام وسماح التي تجسد شحصية "نجاة" زادت من جماليات العمل، الذي يستلهم روح وعبق القرن الماضي وجعلنا نتمنى أن نعود إلى هذه الحقبة بكل جماليتها وتفاصيلها ودفئها ورومانسيتها وبساطتها.
الأهم في المسلسل هو أن أداء غالبية الممثلين يميل إلى "لايت كوميدي"، وهذا جعل الأحداث ثرية وغير مملة وفيها بهجة مهما كانت طبيعة الحدث، فضلا عن الرؤية الإخراجية المعتمدة على جمال الصورة، حيث وضع سعود بوعبيد اعتبارا مهما للحقبة التي تدور فيها الأحداث وهي كانت واضحة ليس في مقدمة المسلسل فحسب وانما في العديد من الأحداث والمشاهد.

مشهد من المسلسل
آخر الأخبار