طلال السعيدإذا كانت ساعة المرء وأقبل الموت هيأ له الله سبحانه الأسباب، فمنا من يموت على فراشه، وآخر غرقا، وذاك مرضا، تتعدد الأسباب لكن الموت واحد.يقال إن الفاروق عمر (رضي الله عنه) نقش على خاتمه كفى بالموت واعظا فمن يتعظ؟هناك صراع على السلطة والنفوذ، وهنا صراع على المال والجاه، وصراعات اخرى كثيرة ومتعددة يأتي الموت فيمحوها، فالناس في هذه الدنيا انواع مختلفة، فليس صعبا علينا ان نجد بين الناس طيبا، لكن الصعوبة في ان نجد الأطيب، ومن رحل عنا بالامس كان بالفعل هو الأطيب بين أقرانه. رحل عادل حمد العيار، صاحب القلب الكبير والابتسامة الدائمة، والمحبة المتدفقة، رحل رحمه الله وقد ترك خلفه تراثا كبيرا لا يستهان به من المحبة والطيبة، تتعلم منه الاجيال، فهذا الانسان الرائع يحبه من يعرفه، ومن يسمع سيرته، ويأسر قلوب الناس من الوهلة الاولى، فيصبح صديقا مقربا لكل من يلتقي به. فلم يقفل باب مكتبه في وجه زائر حين كان ملحقا، ثم سفيرا للكويت في عواصم عدة، ولم يشتك منه موظف في سفارات كان مسؤولا فيها، وكذلك الحال حين عاد الى الكويت، كان بيته مفتوحا للجميع لا يكاد يأكل لقمته من دون وجود ضيف على مدار الساعة. جعل الله كل ذلك في ميزان حسناته، ورحمه، وغفر له، وألهمنا الصبر والسلوان، فمن الصعب ان يعوضه احد، او يحل محله مثله، لكن عزاءنا بهذه السيرة العطرة ومحبة الناس التي لا تقدر بثمن، فقد كان حسن الخلق، والحبيب المصطفى( صلى الله عليه وسلم) قال:" اكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله، وحسن الخلق"، وهذه هي الحياة مهما تشبثنا فيها لا بد من الموت في النهاية، ولو كان الامر بأيدينا لقلنا للموت خذ الخبيث واترك الطيب، او خذ الطيب واترك الأطيب، لكن لكل أجل كتاب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[email protected]