عاش المدير!

زين وشين

رحل المدير، جاء مدير جديد، ورحل الوكيل ليأتي وكيل جديد مكانه لشؤون المرور، وها نحن نتابع، كلما رحل عن قلوبنا مدير او وكيل للمرور متواضع الاداء، قلنا ان القادم افضل، واذا بالاداء يسير من سيئ الى اسوأ.
والمصيبة ان كل من يرحل يترك خلفه تركة ثقيلة تعجز عن حملها النسافات وليس البعارين! والا من يصدق ان هناك نحو تسعين الف سيارة تسير في شوارع الكويت، وهي باسماء وافدين، أما متوفين او غادروا البلاد بشكل نهائي (غير مأسوف عليهم).
اين هيبة الدولة، واين تطبيق القانون، واين انتم عن هذا العدد الكبير جدا من السيارات، فهي ليست واحدة او اثنتين لتختفي، او تضيع بالزحام، واين كمبيوتراتكم، وسجلاتكم، الان فقط تم الانتباه بعد ان ثقلت التركة؟
من ناحية ثانية فالمواطن الكويتي ما "يمغط ظهره"، اذا كان مطلوبا للمرور، يأتون به حيا او ميتا، ويدفع ما عليه من غرامات، ومخالفات للمرور، او تنفيذ الاحكام، بعد ان يحاصر، وقد يمنع من السفر، اما الوافد فاحصائية المرور الرسمية تقول ان هناك نحو 88 الف سيارة باسماء وافدين، اما توفوا داخل او خارج الكويت، او انتهت اقاماتهم، ولا تزال هذه السيارات تتجول في شوارع الكويت من غير خوف ولاحياء، والاغرب ان الادارة العامة للمرور تحذر من يستخدمها وتتوعده!
هذه الاحصائية التي نشرتموها عار عليكم انتم، قبل غيركم، فاين هذا الجيش العرمرم من الشرطة والضباط والدوريات، كل هذه السنين عن هذا العدد الكبير من السيارات المجهولة الهوية، وكم جريمة ارتكبت بها، وكم مخالفة تمت بها، وانتم تستمعون بالسلطة ولاتحركون ساكنا؟
لو كنت مكان وزير الداخلية لنسفت ادارة المرور رأسا على عقب، ونفضت غبارها ودفعت منسوبيها ثمن التهاون والتركة المتراكمة، التي اوصلت الحال الى ما هي عليه!
وفي الوقت نفسه تحصيل المخالفات، وتنفيذ الاحكام على المخالف الكويتي يتم بأسرع وقت، مع العلم ان الكويتي لن يهرب من الكويت، فكيف يكون الكيل بمكيالين؟
وافدون يتبايعون السيارات فيما بينهم من دون تسجيل، ويتلاعبون بأنظمة الدولة، ولا احد يحاسبهم، ومواطن ينكل به على كل صغيرة وكبيرة؟
وليسأل كل مسؤول بالمرور نفسه: ما الذي سوف تفعله مع مستخدم السيارة المسجلة باسم متوفى، او مغادر نهائيا، حين تضبطها، هل سيطبق عليه القانون، ويدفع الغرامات، وتصادر السيارة ثم يبعد عن البلاد؟
هذا لن يحصل، ولن يتم انقاذ شوارعنا من هذا العدد الكبير من السيارات غير المسجلة، وكم كنا نتمنى لو كان الخبر صدر بصيغة مختلفة بان يقال حجزنا 88 الف سيارة منتهية دفاترها، او اصحابها متوفون، او غادروا البلاد، عندها فقط نصفق لكم، اما حين يكون مجرد خبر، فأنتم الذين بيدكم السلطة، وانتم مطلوب منكم تنظيف البلد، وتطبيق القانون، وفرض هيبة الدولة، اما اذا بقيت الاوضاع على ما هي عليه، فالتركة المقبلة سوف تكون أثقل… زين.

طلال السعيد