عقب إصدارالجزء الأول من كتابها "سعاد الإنسانة... عاشقة الوطن" في العام الماضي، أعلنت دار سعاد الصباح للنشر عن صدرو الجزأين الثاني والثالث من الكتاب قبل أيام. وفي الوقت الذي انصرف فيه الجزء الأول إلى إضاءة حول شخصية الدكتورة سعاد الصباح، وإسهاماتها المتشعبة، عبر نحو خمس وثلاثين مقالة لنخبة من الكتاب والديبلوماسيين، تناولت دورها الثقافي كداعمة وممولة وناشرة ومانحة للجوائز، وكناشطة مرموقة في مجال حقوق الإنسان، وكعاشقة استثنائية لوطنها الكويت، وقد تم تخصيص الجزأين الجديدين لرصد تجربتها كمبدعة تجذّر حضورها الشعري في المشهد الثقافي العربي، وتأصّلت تجربتها عبر رفدها المكتبة الشعرية العربية بما يقارب عشرين ديوان شعر حتى الآن.انفتح الجزء الثاني على مقدمة لرئيس وزراء مصر الأسبق عبد العزيز حجازي، أكد فيها أن: "سعاد الصباح تحب الوطن وتفتديه بكلمات والحياة والخيروالرخاء ويوفرلها الأمن والأمان".أما الفقيه الدستوري المصري د.يحيى الجمل فوصف في مقاله الدكتورة سعاد الصباح بأنها ظاهرة عربية فريدة: "ما عرفنا من سيدات العرب – بل ولا من رجالهم – من ينفق آلافاً مؤلفة من الدولارات على القضايا القومية في غير ضجيج ولا صخب.وبعد جولة في كتاباتها، رأى الأديب إحسان عبدالقدوس أن سعاد الصباح: "تتغنى بحبها لوطنها، ولكنه ليس حبها لما أفاض الله على الكويت من البترول، ولكن حب يتغنى بالكويت كما كانت قبل البترول، تمثل بأحاسيسها وخواطرها كل المجتمع العربي.أما د.محمد الرميحي فيلقي الضوء على مواقفها، وجهودها في لندن إبان الغزو العراقي الغاشم، فيقول: "كانت الدكتورة سعاد شعلة لا تُطفأ نارها في الحركة بين المجاميع الكويتية والعربية من أجل نصرة وطنها، حيث غاب كل شيء في نظرها إلا الوطن.بدورها، كتب الأكاديمية اللبنانية د.هند أديب عن عالم سعاد الصباح الشعري وأبرز ملامحه، كما يسلط الأكاديمي والكاتب الأردني د.سمير شريف إستيتية الضوء على خصائص كتاباتها الشعرية، فكراً وأسلوباً، بينما يسجل الشاعر شوقي بزيع رؤيته في قضية المرأة التي أخذت حيزاً كبيراً في شعر سعاد الصباح، فيبرز أبعاد هذه القضية وكيفية تناولها، بنما ترصدت أستاذة الأدب الفرنسي والفرانكفوني في الجامعة اللبنانية د. زهيدة درويش ملامح الصدق والأصالة في تجربتها الكتابية.وفي الوقت الذي يرصد فيه الناقد د.علي سليمان موضوع الحب والحريّة في شعر سعاد الصباح، يرى الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدّين أن "سلاح سعاد الصباح الكلمات، الشعر، والمفتاحان المُعْتِقانِ لها من سجونها المتراكمة، الحب والقصيدة.على المنوال نفسه يرصد الناقد السوري صلاح صالح شعريّة البوح في قصائدها، بينما يقارب الناقد د.محيي الدّين صبحي تجربتها الشعرية عبر دراسة مستفيضة، ويركز الأكاديمي والناقد د.جورج طراد على تقنية التواتر وأبعادها في ديوانها "برقيات عاجلة إلى وطني"، ويقارب د.محمد حسن عبدالله جماليات الحداثة، فيلقي الضوء على تقنيات البناء الفني، ويتوقف عند تداخلات عاطفتي الحب والتمرد وأنماط الصورة الشعرية في قصائدها.في الجزء الثالث.. المرأة وستراتيجية الخطاب نخبة أخرى من النقاد والأكاديميين يتولون نسج الجزء الثالث من "سعاد الإنسانة… عاشقة الوطن"، عبر دراسات نقدية رصينة لمرتكزات التجربة الشعرية عند سعاد الصباح، فيكتب د.محمد عبد المطلب عن شعرية المفارقة في نصوصها الشعرية، ويقول: "إن شعرية المفارقة عند سعاد الصباح أصبحت طريقة في الإبداع تستهدف فتح النصّية على "أفق الاحتمالات".وفي الوقت الذي يكتب فيه د.نذير فوزي العظمة عن الوجه الخفي للشاعرة سعاد الصباح، يخلص وزير الثقافة المصري الأسبق د.ثروت عكاشة في مقاله إلى أن:"شعر الأديبة الصادقة سعاد الصباح هو شعر درامي في الأغلب الأعمّ، يزخر بالعواطف المشبوبة والعواصف الكاسحة والصور التشكيلية الباهرة المتجدّدة، كما يتّسم بالجرأة والتمكّن من ناحية اللغة.وفي حين تقارب سهام الفريح ديواني سعاد الصباح "أمنية" و"فتافيت امرأة"، يرصد د.صلاح فضل ستراتيجية خطاب الأنثى في شعرها.أما المستشرق الصيني د.لين فنغمين فيلقي الضوء على كلام المرأة وكتابة الأنثى في شعرها، ويؤكد في ختام دراسته أن سعاد الصباح "تحسن التركيب الجديد للألفاظ القديمة حتى تصبح وكأنها لغة جديدة. من جانبه، يقدم الروائي يوسف القعيد، عبر مقاله"ثوابت شاعرة ومتغيرات أمة"، جولة في أحاديث سعاد الصباح الصحفية على مدى سنوات، فيرى أن الصباح تقدم في قصائدها "النص الجديد للأنوثة" حيث الحرية بلا ضفاف والحلم مشرع إلى آخر الجنون.من جهته، ركّز د.محمد رجب النجار على تجربة سعاد الصباح في كتابة القصيدة المغناة، ورأى أن هذه التجربة دارت حول محورين متلازمين: المرأة ثم الوطن.أما الكاتب رجاء النقّاش فوقف في مقاله على صورة المرأة في شعر سعاد الصباح، حيث أكد أن قضية المرأة هي أقرب القضايا إلى شخصيتها.واختتم الجزء الثالث بمقال للخبير الدستوري يحيى الجمل حمل عنوان (ملمحان من وجهها النبيل)، وهما: شعور بالاعتزاز في غير صلف ولا غرور، وشعور بالخفر في غير خجل ولا انغلاق.

الغلاف