"عالم الفكر"... تتحاور مع الفكر والفلسفة والفلك والعمارة في عددها الجديد

كتب- جمال بخيت:

فيما لا يزال كوكبنا الجميل يعاني ويواجه تحديات على مستويات مختلفة، صدر العدد الجديد من مجلة عالم الفكر( يناير- مارس) من العام الحالي، والذي يحتوي علي العديد من الابواب منها: دراسة الانطولوجيا ورهان الحقيقة في الفكر الفلسفي المعاصر، والتي تتوخى ملامسة مسألة الحقيقة، من خلال التدرج في تحليل اهم النصوص التي انتجها الفيلسوف الالماني مارتن هايدجر عن المسألة، واعتمد الباحث التحليل النصي والتأويل التاريخي لتعقب تحولات الاشكالية النظرية للحقيقة، ما بين صدور كتاب الكينونة والزمان سنة 1972 وتاريخ نشر نص ماهية الحقيقة في العام 1945 مرورا بالبحث المهم المذهب الافلاطوني للحقيقة في العام 1947.
بالإضافة إلى دراسة حول مشروع "العلاج بالتمارين الروحية الفلسفية.. مشروع بيار أدو وامتداداته"، ودراسة يتعلق بـ"ما وراء الحكاية.. تقاطع الواقعي والمتخيل في فن القصة"، والتي تفترض ان التجربة الشعورية للاديب هي الفاعل المضمر الحقيقي للنص، وان هذه التجربة بمكوناتها هي التي تحيل الى عالم المرجع والمكون الثقافي بأبعاده المتنوعة.
إلى جانب بحث "بلاغة المعنى - والسيميائيات الحديثة"، من خلال رصد العلاقة الوطيدة بين البلاغة والسيميائيات الحديثة، ويقوم موضوع "اللغة والادراك الحسي.. دراسة لغوية للمدركات الحسية بين البصر والعمى"، على الموازنة بين الاداراك الحسي، في حال وجود الحواس وفي حال عدم وجودها، لاستكشاف هيكل المدركات الحسية، عن طريق الاستعمال اللغوي. ويسعى بحث "حجاج الجرجاني لنظريته في الفصاحة من كتابة دلائل الاعجاز"، الى اثبات ان كتاب دلائل الاعجاز كتاب في الحجاج بامتياز، وذلك من خلال الكشف عن اليات الحجاج فيه، وكذلك بيان منهمجه في هذا الحجاج لاثبات نظريته في الفصاحة.
إضافة إلى بحث "العمل الفني بين الاستنساخ والتناص في زمن الواقع الافتراضي،" والذي يذهب الى تقصي وتحليل الدور الذي تؤديه تجارب الاستنساخ والتناص داخل السياق في تطوير العمل الفني، على مستوى الشكل والمضمون.
ويأتي اعادة كتابة تاريخ العمارة الاسلامية... خلاصة لمسيرة تحصيل علمي اكاديمي في مجال العمارة عموما، والعمارة الاسلامية على وجه الخصوص، ويقوم منهجه على اسس معرفية في مجال العمارة والتاريخ الاسلامي.
ويرصد بحث آخر من خلال السجلات العربية والاجنبية للأرصاد، مذنب هالي الذي يعدّ واحدا من اشهر المذنبات عبر العصور، واكثر مذنب كان له اثر في علم الفلك، وهو لم يحظ بهذه الشهرة كونه من اوائل المذنبات التي جرى توقّع عودتها، وتحديد مسارها فقط، بل لان بامكان تتبع تاريخه بدقة منذ الف عام.