السبت 12 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

"عامان في مجلس الأمن" يوثق دور الكويت وكواليس الحرب الباردة

Time
الأربعاء 17 أكتوبر 2018
View
5
السياسة
* سيبقى مجلس الأمن أملا وأيضا أسيرا لمصالح الدول الكبرى المتحالفة مع دول لا تحترم مبادئ الأمم المتحدة
* تجربة الكويت الأولى في مجلس الأمن ثرية وحافلة بالخبرات السياسية الكبيرة والرؤى المتعددة
* الحرب الباردة كانت سببا في تأجيل أي مقترح عن ترشيد العمل في مجلس الأمن وتطوير إجراءاته
* الدول العربية اعتمدت على الكويت في تأمين إبعاد القضية الفلسطينية عن صفقة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل



بالتزامن مع انتخاب الكويت للمرة الثانية عضواً غير دائم في مجلس الأمن أعاد مركز البحوث والدراسات الكويتية إصدار كتاب "عامان في مجلس الأمن (78-1979م)" للأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي د. عبدالله بشارة، أول مندوب دائم للكويت في الأمم المتحدة، وأول مندوب لها في مجلس الأمن، وهو كتاب توثيقيّ مهم عن إسهام الكويت في أعمال مجلس الأمن عضواً غير دائم خلال العامين 1978، و1979.
ويأتي هذا الكتاب التوثيقي ليؤكد أهمية توثيق الأنشطة الحيوية المهمة التي تسجل إنجازات الكويت في شتى مناحي الحياة، ومنها النشاط السياسي والديبلوماسي؛ حرصاً على عدم ضياعها أو نسيانها، ورغبةً في الإفادة منها.
ولعل تجربة المشاركة الأولى للكويت في هذا المحفل الدولي المهم ثرية حافلة بالخبرات السياسية الكبيرة، والرؤى المتعددة بشأن الأحداث العالمية، حيث كان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، يقود مسيرتها وهو وزير للخارجية.
ويشكل التسجيل الوافي للأحداث تجربة مميزة في هذا المحفل الدولي وهو بمثابة "مطبخ" صنع القرار الدولي وساحة للقوى الدولية المتنافسة والمتصارعة في ذاك الوقت ممثلة بالمعسكرين الغربي والشرقي ابان حقبة الحرب الباردة، لذا يمثل هذا الرصد أهمية بالغة في تناول الشؤون العالمية، ودور السياسة الكويتية الحكيمة في تناول العديد من الأزمات الدولية.
وتشير مقدمة الطبعة الثانية إلى أن الكتاب الذي صدرت طبعته الاولى في بداية الثمانينات، لقي الاهتمام لأنه يلقي الضوء على اهم القضايا التي شغلت وفد الكويت الدائم ومندوبها الدائم في تلك الفترة وابرزها قضايا عربية، فلسطين واشكاليات اسقاطاتها على لبنان، وسورية والأردن ومصر، وقضايا أخرى معقدة مثل قضية قبرص وصراع تركيا واليونان حولها، وموضوعات افريقية أخرى.
وحفلت تجربة د. عبدالله بشارة بالكثير من الأحداث والمواقف الحافلة بالخبرات السياسية الكبيرة والرؤى المتعددة بشأن الأحداث، لذا فإن هذه التجربة لا تلقي فقط الأضواء على هذا المحفل الدولي بالغ الأهمية في تناول الشؤون العالمية، لكنه يرصد أيضاً وبشكل موثق بالوقائع والسرد التفصيلي دور السياسة الكويتية بقيادة عميد الدبلوماسية حكيم العرب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حينما كان وزيرا لخارجية الكويت.
ويقول د. عبدالله بشارة إن التجربة الأولى في مجلس الأمن جاءت في ذروة خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي "السابق" والولايات المتحدة، وكان الصراع بينهما يطغى على مداولات المجلس، فنتهيأ للفيتو الأميركي ضد أي مشروع يدين اسرائيل، او يتيح للاتحاد السوفيتي دورا في حل مشكلة فلسطين، وكنا نتوقع الفيتو من قبل الاتحاد السوفييتي ضد أي قرار غربي يوحي بالثقة في نظام جنوب افريقيا العنصري.
ويضيف أن الحرب الباردة كانت عاملاً في تأجيل أي مقترح عن ترشيد العمل في مجلس الأمن وتطوير اجراءاته، واستمر الوضع كما كان منذ ولادة المنظمة إلى نهاية الاتحاد السوفييتي عام 1990، حيث بدأت المنظمة في حوارات واجتماعات بشأن زيادة العدد في مجلس الأمن وادخال التحسينات على اجراءلته، ولازالت المحاولات مستمرة، لكن الأعضاء الدائمين مختلفون تماماً بشأن من ينضم ومن يكون من الأعضاء الدائمين الجدد ولهذا فإن الحوار مستمر دون تقدم. وأكد د. عبدالله بشارة أن الكويت ستواجه في عضويتها الحالية (2018 ـ 2020)، ومعها مجموعة عدم الانحياز في مجلس الأمن، كثيراً من الاعتراضات، كما نلاحظ أن اجتماعات مجلس الأمن اصبحت شبه دائمة بعد أن تم الاتفاق على أن يستعرض المجلس شهرياً الوضع الأمني العالمي، وهذه ظاهرة جديرة بالاهتمام، فهي تمكن الدول الصغيرة وغير الدائمة من تقديم مقترحات ومبادرات تتعلق بالسلام والاستقرار العالمي، وهو أمر لم يكن متوافراً لنا خلال السبعينيات.
ويشير إلى أن الخلاف في مجلس الأمن في تلك الحقبة لم يكن سياسيا فقط، وانما كان يمس آليات حل القضايا، فلم تكن تطمئن الدول الغربية لمقترحات الاتحاد السوفيتي بشأن نزع السلاح، او معالجة الاستقطاب الاميركي الكامل لحل مشكلة الشرق الأوسط، بعد زيارة السادات لاسرائيل، ودخول الرئيس الاميركي جيمي كارتر الحاسم على القضية في مفاوضات كامب ديفيد، التي توجت بتوقيع الاتفاق المصري الاسرائيلي.
ويضيف د. عبدالله بشارة، أن القضية الفلسطينية خرجت من الأمم المتحدة، حيث تأثرت المجموعة العربية باتفاقية الصلح ومن ثم سعت إلى ابعاد الامم المتحدة عن الصفقة الثنائية، واعتمدت على الكويت في تأمين هذا الابعاد، حيث تم تفويض الكويت في ارسال رسالة باسم المجموعة العربية، تسجل فيها موقف هذه المجموعة من الاتفاق، وقد قمت بصياغة فيها كثير من الحرص على نظافة التعبير لكي لا تسهم في تعميق الخلافات.
ويشير بشارة الى ان الحرب الباردة كانت عامل تأجيل لأي مقترح لترشيد العمل في مجلس الامن وتطوير اجراءاته، حتى نهاية الاتحاد السوفيتي عام 1990، حيث بدأت في المنظمة حوارات واجتماعات بشأن زيادة عدد أعضاء المجلس وادخال تحسينات على اجراءاته، ولا تزال المحاولات مستمرة، لكن الاعضاء الدائمين مختلفون تماما بشأن من ينضم اليهم، ولهذا فالحوار مستمر من دون تقدم.
ويلخص د. عبدالله بشارة خلاصة خبرته عن مجلس الأمن بقول: "سيبقى مجلس الأمن أملا، لكنه سيبقى أيضا أسيرا لمصالح الدول الكبرى المرتبطة بتحالفات ستراتيجية مع دول لا تحترم المبادئ التي يجسدها ميثاق الأمم المتحدة، كما نراه في حالة الترابط العضوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل."
آخر الأخبار