الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

عباس مدني!

Time
السبت 27 أبريل 2019
السياسة
طلال السعيد

مات رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر عباس مدني، الذي توفي خارج وطنه، ولا أدري أين سيدفن، فالأمرلا يهمنا كثيرا، لكن ما يهمنا أن يعرفه اهل الكويت عن هذا الشخص انه كان يتزعم الكتلة الاكبر في الجزائر اثناء غزو واحتلال الكويت، وأن موقفه العدائي ضد الحق الكويتي كان اكثر شدة وضراوة من موقف المحتلين أنفسهم، وانه وعد الاحتلال العراقي بتجهيز مليون مقاتل ليقاتلوا معه للاحتفاظ بالكويت، ولدحر التحالف الدولي الذي جاء من أجل تحرير الكويت.
وجبهة الإنقاذ في الجزائر جزء مهم من تنظيم الاخوان المسلمين العالمي الذي كان له موقف متشدد تجاه تحرير الكويت، بما فيه"اخوان" الكويت الذين ساروا في الاتجاه نفسه، حتى ان بعضهم ذهب ليفاوض المرحوم الشيخ سعود الناصر في اميركا على تحرير الكويت، ويمكن الرجوع الى مقابلات الشيخ سعود الموجودة في الإنترنت، للتأكد، ويذكر بعض أعضاء الوفد الشعبي الذي زار الجزائر اثناء الاحتلال ضراوة الحرب التي شنها مدني وحزبه ضد الوفد الكويتي لطرده من الجزائر، وتجييش الجزائريين لمساندة الطاغية ضد الحق الكويتي، مع العلم أن الحق الكويتي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، والشعب الكويتي كان يتعرض لأبشع انواع العذاب تحت الاحتلال، إلا إن تعليمات الحزب كانت واضحة وتنص على مساندة الاحتلال، تحت ذريعة الوقوف ضد القوات الأجنبية التي جاءت من أجل تحرير الكويت.
الحمد لله الذي أعاد الحق الكويتي الى أصحابه، وعادت الكويت أجمل مما كانت، الا أن الجزائر بلد مدني ضاقت به رحابها، فرحل منها لاجئا ليموت غريبا في غير أرضه، وبين ناس ليسوا أهله، تفضلوا عليه بمنحه حق اللجوء، ليأمن على نفسه، بعد ان كان يتزعم التنظيم الاكبر في بلاده، ويوجه سياسات دولته.
اللهم لا شماتة، لكن هذا التنظيم وأهله باعوا دينهم بدنياهم، واتخذوا الاسلام شعارات يرددونها، ولا يؤمنون بها، حتى أصبح لهم إسلامهم الخاص بهم، والذين يطوعونه حسب مصالحهم، فهم طلاب دنيا جعلوا من الدين ستارا، فنجحوا في سراديبهم، وفشلوا فشلا ذريعا خارج السراديب في الجزائر ومصر وحتى بالكويت!
فهم يصلحون كأداة تستخدم للوصول، لكنهم لايصلحون نهائيا للقيادة.
الحمدلله الذي جعلنا نرى النهايات غير السارة لكل من وقف ضد الحق الكويتي، وآخرهم المدعو عباس مدني الذي وعد الطاغية بمليون مقاتل يقاتلون معه، ولم يجد من المليون مئة يصلون عليه...زين.
آخر الأخبار