رام الله، عواصم - وكالات: أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز، عن رفضه لاستخدام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مصطلحي "الهولوكوست" و"أبارتهايد" لوصف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وسط ردود فعل هستيرية من الجانب الإسرائيلي.وخلال مؤتمر صحافي عقده مع عباس في برلين، قال شولتز إنه يرفض استخدام مصطلح "أبارتهايد" لوصف العلاقات بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية.وبدأت القصة عندما صّرح عباس: "أن تقويض حل الدولتين وتدمير حدود عام 1967 من الجانب الإسرائيلي، وتحويله إلى واقع الدولة الواحدة بنظام الأبارتهايد، لن يخدم الأمن والاستقرار في منطقتنا".ليرد شولتز: "بالنسبة إلى السياسة الإسرائيلية، لدينا تقييمات مختلفة، وأريد أن أقوله بصراحة لن استخدم كلمة أبارتهايد، ولا أعتقد أنه من الصواب استخدام هذه الكلمة لوصف الوضع".وفي المؤتمر الصحافي نفسه، استخدم عباس كلمة "الهولوكست"، التي تبدو شديدة الوقع على الألمان، وقال: "منذ عام 1947 حتى يومنا هذا، ارتكبت إسرائيل 50 مجزرة في 50 بلدة فلسطينية. 50 مذبحة 50 هولوكوست إلى اليوم".وبدا شولتز منزعجا من حديث عباس الذي جاء في نهاية المؤتمر الصحافي، وتجلى ذلك بأنه ترك عباس يسير خلفه وليس بجواره، كما تقتضي الأعراف البروتوكولية، عندما غادر المنصة.بدوره هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بشدة الرئيس عباس، وقال على موقع "تويتر": "اتهام محمود عباس لإسرائيل بارتكاب 50 هولوكوست وهو يقف على تراب ألمانيا، ليس عارا أخلاقيا فحسب. هذه هي كذبة وحشية".من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه "يتوقع من الذين يسعون إلى السلام أن يعترفوا بجرائم الماضي وألا يشوهوا الواقع ويعيدوا كتابة التاريخ".ومن جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي نفتالي بينيت، في بيان له: "كرئيس سابق للوزراء لم أوافق على لقاء أبو مازن، أو الترويج لأية مفاوضات سياسية معه". وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف إن "تصريحات أبو مازن عن 50 محرقة -ارتكبها الجيش مخزي وكاذب". وقال وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: "إنه منكر للمحرقة وعدو قوي لدولة إسرائيل".
من جهته، قال داني ديان رئيس مؤسسة "ياد فاشيم" المعنية بتخليد ضحايا "الهولوكوست"، إن "أقوال عباس مثيرة للاشمئزاز".وأفادت مصدر إسرائيلية بأن لبيد، أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، وأضاف المصدر أن المحادثة كانت حادة للغاية، وأن لبيد أوضح موقفه من تصريحات عباس بشأن الهولوكوست، وأضاف أنه في أعقاب هذه المحادثة صدر بيان عن الجانب الفلسطيني لتوضيح تصريحات رئيس السلطة.حيث قال بيان نشرته وكالة لأنباء الفلسطينية، إن "عباس يعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث، مؤكدا أنه لم يكن المقصود في إجابته إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتكبت في القرن الماضي، فهو مدان بأشد العبارات".وأضاف: إن "المقصود بالجرائم التي تحدث عنها عباس، هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الاسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا".في غضون ذلك، اعترفت مصادر أمنية إسرائيلية بأن نصف عدد القتلى الفلسطينيين في هجومها على غزة قبل نحو أسبوعين كانوا من المدنيين، وأن 5 منهم كانوا من الأطفال؛ 4 منهم من عائلة واحدة، سقطوا شهداء وهم موجودون في مقبرة بمنطقة جباليا.ميدانياً، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص اثر اندلاع مواجهات في مخيم (بلاطة) للاجئين شرق مدينة (نابلس)، بعد اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي المخيم واعتقال 40 شخصا آخرين في الضفة الغربية.فيما طالبت بعثات الاتحاد الأوروبي في فلسطين، بإجراء تحقيق شفاف ومحايد حول استشهاد مدنيين فلسطينيين أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.