عبدالرحمن الغنيم

طلال السعيد

الراحل الكبير صديق الجميع، وأخ الجميع، عبدالرحمن الغنيم آلم الكويت كلها رحيله، فقد عاش للكويت وأهلها ابنا بارًا لهذه الارض الطيبة.
رحل عبدالرحمن خالد الغنيم المخلص الأمين، واضح التوجه، فهو في السر مثله في العلن ليس لديه ما يخفيه، واضحا وضوح أهل الكويت الطيبين، وصديق من يعرفه و من لا يعرفه، والرجل الطيب الذي نذر حياته كلها لخدمة الكويت وأهلها، فعمل بجد وصدق وإخلاص من كل موقع كان فيه، في المواصلات، ثم في مجلس الأمة، ثم في الوزارة، فلم يغلق مكتبه بوجه أحد، ولم يزعل أحدا، وفي آخر حياته تفرغ للعمل الاجتماعي، فكان رسول السلام في كل مناسبة، رسمية أو اجتماعية، تحت اسم تجمع دواوين الكويت، وهذه هي الكويت الحقيقية وأهلها الحقيقيون بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا!
رحمك الله يا أبا هيثم فقد كان انتماؤك لهذا الوطن وأهله، وحزبك الكويت وأهلها، ولم تتكلم إلا بالخير، ولم تشر إلا بالرأي السديد الذي يجمع ولا يفرق، ويعطي ولا يمنع!
كل من عرف هذا الراحل الكبير عن كثب عرف فيه الوجه المشرق للإنسان الكويتي المخلص، فقد كان رحمه الله هادئا في اصعب الظروف، ورزينا في خطابه، ومحبا للجميع، له أياد بيضاء خفية في كل زاوية من زوايا الكويت، لا يتكلم ولا يصرح فيها، ولا يعلم عنها سوى سبحانه صدقات بالسر، وبذل للمعروف، وتواصل اجتماعي منقطع النظير.
أما في الأزمات التي مرت على وطننا فقد كان، رحمه الله، أول الحاضرين، وآخر المغادرين لا يتكلم حتى يسمع الآخرين، فتكون كلمته الفصل.
قضيته هيv الكويت وأهلها الطيبون، وكانت وصاياه الحرص على هذه الأرض والتمسك بترابها، ونبذ الخلافات والفرقة بين اهله.
رحمك الله يا أباهيثم، فنحن نعزي انفسنا برحيلك، ونعزي كل دواوين الكويت، وخصوصا دواوين الضاحية، وجعل الله عز وجل كل اعمالك الوطنية وجهدك طيلة حياتك في ميزان حسناتك، وألهمنا وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

[email protected]