طلال السعيدعبدالرضا عباس الموسوي، رحمه الله، اسم كبير جدا صاحب عطاء مميز، ومن منا لا يعرفه، وهو مؤسس خدمات الاسعاف في الكويت، وأحد أبطال المقاومة الكويتية اثناء الاحتلال العراقي، الذي قدم كثيرا من التضحيات فقد كانت سيرته اثناء الغزو قصة بطولة بحد ذاتها، ويجب ان توثق، فقد كان من مكانه المهم نقطة وصل بين الداخل والخارج، وكان يقدم المساعدات التي تصله للعوائل الكويتية، ويشد من أزر المقاومين، ويعالج المرضى، ويزود الكويتيين بالأدوية. المؤسف أن كل تلك البطولات لم توثق، ولم يحرص، رحمه الله، على توثيقها، فقد كان يعمل لوجه الله محبة في وطنه.رحل هذا الانسان العظيم وترك أثرا طيبا بين الشعب الكويتي كله، فقد كان صديقا مقربا من الجميع، وكل من يعرفه يصبح صديقا له، فهو اجتماعي الطبع، يستمتع بخدمة الآخرين، ويتلذذ بتخفيف معاناة الناس، وهذه الميزة فطرة تولد مع الانسان يخص الخالق عز وجل فيها بعض عباده، وهكذا كان عبدالرضا عباس، رحمه الله، يخدم الجميع من دون منة، بل برحابة صدر، وقد غطى، رحمه الله، خارطة الكويت كلها، حتى قبل ان ينظم عمل الاسعاف بشكله الحالي.
فقد كان عبد الرضا عباس ادارة متنقلة بنفسه، يحرص على نقل واسعاف كل كويتي اينما كان، لذلك ترك هذا الاثر الطيب بين الناس، وتفاعل الشارع الكويتي مع خبر وفاته ودعا له بالرحمة كل الناس، من يعرفه ومن لا يعرفه.عرفته في ثمانينيات القرن الماضي، كان مميزا بهندامه الرائع، وشعره الاشيب، وكنت مرافقا لوالدتي المريضة، وكنت عصبيا حاد اللهجة، الا ان هذا الانسان الرائع استطاع ان يحتوي الموقف ويحتويني، ويمتص غضبي حتى خجلت من نفسي، ومن اسلوبي بالتعامل مع هذا الانسان الرائع! ومنذ تلك الحادثة اصبحت صديقا له، حريصا على عدم قطع الوصال معه، ولو في المناسبات، وفي كل مرة يكون افضل من التي سبقتها، فقد كان رحمه الله مخلصا لوطنه، حريصا على عمله، حتى وصلت الطوارئ الطبية الى ما وصلت اليه حاليا، فقد كان عبدالرضا غفر الله له صاحب البذرة الاولى حين أسس بجهده ومجهوده ادارة الاسعاف، وكل ما نرجوه ان تقدر وزارة الصحة جهوده وتسمي مركز طوارئ مبارك الكبير باسمه، فان لم يكن كرم وهو حي فليكرم بعد وفاته، فما قدمه هذا الانسان الرائع يستحق التكريم، ومنا الى وزارة الصحة...زين.
[email protected]