بسام القصاصلا تزال أرض الكويت تفيض بخيرها، وطيبة شعبها، وأصالة معدنهم، بل لن ينقطع مددها للعالم بالخير إلى آخر العمر، لأن قلوب الكويتيين بيضاء، لا تعرف سوى الود والعطاء، وقد احترت أيام صباي في جملة "قلبه أبيض"، ولم أفهمها إلا هنا في الكويت، حين تيقنت بالدليل أن هناك قلوبا بيضاء نقية صافية يملؤها الخير والحب.عبداللطيف الروضان أحد قلوب الكويت البيضاء، رجل أجمع على حبه الشعب الكويتي، كبيره وصغيره، على الرغم من أنه يعمل في صمت، ولا يحب الأضواء طوال 29 عاماً قضاها في أمانة مجلس الوزراء، كان خلالها رمزا وطنيا مخلصا، سيظل كذلك لأنه عند استقالته سببها بما هو يزيدك حبا له، لقد سبب استقالته "ليترك فرصة للشباب واثق تماماً بأن هناك كفاءات وطنية ستؤدي بشكل أفضل، وسترتقي بالعمل الحكومي في أمانة مجلس الوزراء"، فعلا إنه هو القلب الأبيض.اقرأ أيضا ما قاله "دخلنا بثوب أبيض وخرجنا بثوب أبيض، ونشكر كل من تعاملنا معهم وكان لهم دور في نجاح عمل الأمانة العامة لمجلس الوزراء"، فقط من يفعل ذلك سوى عبداللطيف الروضان.خلال تعاملي معه بصفتي المهنية، أو على المستوى الشخصي كصديق فإن عبداللطيف الروضان جاد جدا في عمله، مخلص لدرجة لا يمكن وصفها بالكلمات، ما جعله محل ثقة القيادة ورؤساء الوزراء المتعاقبين طوال مسيرته على مدى ثلاثة عقود تقريبا، كما أنه متواضع ودقيق ومنظم في عمله. ودائما وأبداً لا يحب الروضان الأضواء، وبحكم علاقاتي بعائلة الروضان الكرام، أعدّ نفسي شاهداً عليهم، وعن عبداللطيف، أتذكر أنه عندما أحضر الديوان الأسبوعي الذي يضم كبار الشخصيات سواء من الكويت أو من الخارج كنت أكتب عن "أبو عبداللطيف"، لأنه يتجول مع الضيوف الأجانب في أركان الديوانية ليشرح لهم كل كبيرة وصغيرة عن تاريخ الكويت وتراث الكويت العاشق له، ويقوم بذلك من خلال مجسم "البوم" لمركب الصيد الكويتية، بالإضافة إلى شرحه لنظام بناء الديوانية المستوحى من التراث الكويتي القديم، فهو بحق عاشق للكويت وتاريخها، كما أن أسلوبه في العرض يتميز بالدقة والسلاسة في توصيل المعلومة.
عندما كنت أكتب ذلك أجده بعدها ينادي عليّ ليطلب عدم التركيز عليه إعلاميا، فهو متواضع على الرغم من أهمية منصبه، دائما يعمل في صمت، لا يهمه شيء سوى إنجاز عمله على أكمل وجه، وطوال سنين عمله لم يهدأ الروضان بقيادة فريقه من شباب الكويت، في تطوير عمل الأمانة وبذل المساعي لمواكبة تطورات عالم الاتصال وتبدلات الإعلام الجديد.وبحكم خبرته الطويلة في منصبه، بات يعرف بأنه كاتم أسرار مجلس الوزراء، والمؤتمن على ما يجري فيه من نقاشات وطروحات في مختلف القضايا الوطنية، عبداللطيف الروضان - أو كما يصفه البعض بـ"الوزير الخفي"- يستحق الثناء والوفاء من الجميع، لأنه وبحق شمسه لن تغيب، فهو صاحب القلب الأبيض، ورمز كويتي يفتخر به الجميع. وكما قال الشاعر:إنا وإن لم يكن بيننا نسبفرتبة الودِ تعلو رتبة النسبوبناء على إنني مصري، كويتي الهوى، فإنني افتخر بكوني عرفت في حياتي عبداللطيف الروضان.كاتب مصري