عبدالله التركماني لـ"السياسة": صناعة السينما مازالت بحاجة إلى دراسة

يصور مسلسل "قلم رصاص"… ويرى أن الدراما الكويتية تتجه إلى التأليف الجماعي

مفرح حجاب

اعتبر الفنان عبدالله التركماني، انه من الصعب التنبؤ بمستقبل صناعة السينما في الكويت ما لم تكن هناك دراسة جدوى حقيقية تكشف للمؤسسات الاقتصادية المكاسب، التي قد تحققها الصناعة على أصعدة كثيرة، لكي تبادر بدعم السينما، ورأى في حديثه إلى "السياسة"، ان المهرجانات السينمائية، التي تقام في الكويت تساهم بشكل كبير في خلق كوادر وتنمية مواهب في هذا القطاع الفني، فضلا عن زيادة الوعي بالسينما وصناعتها ومواكبة كل جديد في العالم للنهوض بها، مشيرا إلى ان "لدينا دور عرض على أعلى مستوى وجمهورا يتابع بشغف كل جديد في السينما العالمية".
وأضاف التركماني: علينا قبل الحديث عن دعم ونهضة السينما ان نتساءل عن الموضوعات المسموح بها وطريقة عرضها على الجمهور، حتى تحقق هذه الصناعة أرباحا ونموا، موضحاً أن الطريقة المتبعة في رقابة السينما بالمنطقة لن تكون داعمة لها إذا وضع في الاعتبار أن الجمهور واع ومثقف ويتابع أحدث الأفلام العالمية ولابد مخاطبته بنفس الجودة الإنتاجية في كل التفاصيل.
وأوضح عبدالله، أن المنصات الرقمية سيكون لها دور كبير في عرض الأفلام، التي يتم إنتاجها وهذا حدث مع العديد من الأفلام التي تم تصويرها أخيرا في الكويت، لكن بالرغم من ذلك ضعفت قوة الأفلام لأن شاشة السينما لها حلاوتها والفرق كبير بين أحداث يتم عرضها على منصة رقمية ودار عرض، لافتا إلى أن أغلب الأفلام يستخدم فيها تقنية Max 4 التي تجعل المتلقي في قلب الحدث عند مشاهدتها في السينما.
وأكد التركماني، أن المسرح لم يتأثر سلبا، كما تأثرت السينما بمنصات "السوشيال ميديا"، بل على العكس ساهمت في انتشاره وأصبحت ثقافة الذهاب للمسرح وبرامجه واعلاناته مادة جاذبة للجمهور، فضلا عن انه تطور بشكل مذهل واستفاد من التكنولوجيا والعالم الإفتراضي والأجهزة الذكية وحتى المنصات، مشيرا إلى أن سبب تفوق المسرح ونجاحه هو الإبداع والتطوير ودعم الجمهور له من خلال حضوره العروض ومتابعة كل جديد فيها.
وأضاف: يجب أن نفتخر بالحالة التي عليها المسرح في الكويت، ونتذكر دائما رواده الذين وضعوا له أسسا ليصبح ثقافة فنية إجتماعية طورها الشباب بشكل متميز وجعلوا المسرح حالة إجتماعية ترفيهية وثقافية مليئة بالإبداع، منوها إلى أن الجيل الجديد يقدم حراكا مسرحيا هو الأفضل في المنطقة بشهادة الجميع.
عن أزمة الدراما في رمضان وعدم إبراز الأعمال التي تم عرضها، قال التركماني: علينا أن نعترف بوجود زحام درامي خلال رمضان ومن الصعب أن تبرز الكثير من الأعمال فيه، بالإضافة إلى أن هناك حالة من التغيير الايجابي في الدراما المصرية والسورية، من خلال تقديم أعمال من 15 حلقة فقط فيها ثراء كبير بالأحداث، لافتا إلى أن نظام تأليف الأعمال الدرامية من خلال ورش الكتابة كان له دور كبير في إبراز تلك الأعمال. وكشف أن الدراما الكويتية سيختلف شكلها خلال الموسم المقبل من خلال التأليف بنظام الورش وهناك عدد كبير من الكتاب مثل هبة حمادة وعبدالعزيز صفر وبدر الجزاف وغيرهم، يتجهون إلى الكتابة فيها، مشيرا إلى أن إبراز عمل واحد خلال موسم رمضان في الدراما الخليجية هو نتاج العديد من الأمور أهمها الحساسية الزائدة من طرح أفكار جديدة ما يدفع الكثير إلى التصوير خارج الكويت، الأمر الآخر أن الجمهور يركز على الأعمال التي تعرض وقت الذروة على قنوات معينة، منوها الى أن هناك أعمالا عربية كثيرة نجحت خلال رمضان من بينها "جعفر العمدة والهرشة السابعة وتحت الوصاية" وغيرها من المسلسلات.
وقال التركماني: مشكلة الدراما الكويتية والتي لمستها خلال الفترة الأخيرة أن النص يأتي ناقصا ويحتاج مزيدا من الشغف والمحاور، مشددا على أنه غير صحيح أن المؤلف لا يحصل على أجر جيد في العمل أو أنه الحلقة الأضعف في العمل.
واعتبر التركماني، ان مسلسله "حياة لا تشبهني" الذي عرض في رمضان الماضي، سيكون له صدى جيد عندما يعرض مجددا، لانه قريب من الجمهور ويناقش قضايا اجتماعية واقعية، مشيرا إلى أن حالة الاختلاط الثقافي في العالم أوجدت خيارات كثيرة للمشاهد بدليل أن الدراما الإسبانية والألمانية سحبت البساط من الدراما الأميركية، مشيرا الى أن ذلك أدى إلى شمولية لدى صناع الدراما للذهاب إلى مناقشة وطرح قضايا تهم الكثير من المجتمعات.
يذكر أن التركماني، يقود هذه الأيام إخراج مسلسل "قلم رصاص"، من تأليف مريم القلاف، وبطولة كل من الفنانين إبراهيم الحربي وعبير أحمد وحسين الحداد وشيلاء سبت، ويشارك من السعودية كل من سناء بكر يونس، ميلا الزهراني، علي المهيني وغيرهم، ومن المتوقع أن يعرض العمل خلال رمضان المقبل.