محمد الفوزانامرأة غربية تكره الإسلام بسبب الدعاية المغلوطة التي تصوره بصورة غير لائقة، ومن شدة كرهها للإسلام أهدت زوجها في عيد ميلاده رواية سلمان رشدي الملحد "آيات شيطانية" والتي يهاجم فيها القرآن الكريم. ولأن زوجها ريتشارد فيرلي هو كبير مفتشي فرقة مكافحة الإرهاب البريطانية، وتعود أن يعرف التهمة من المتهم نفسه، ذهب للمتهم من وجهة نظره وهو القرآن الكريم.والنتيجة اعتنق ريتشارد الإسلام وأصبح من أروع المدافعين عنه، وفي كل مناسبة يحمل المصحف بكل فخر ويقول: "هذا هو كتابنا الذي نؤمن به".فمن سوء حظ زوجته أن الرجل كان مهتماً بعلوم الفيزياء الكونية، وبقدر من الله وقعت عيناه على تلك الآيات التي قلبت حياته رأساً على عقب كما يقول.1- أَوَلَم يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن السمَاوَاتِ وَ الْأَرضَ كَانتَا رَتقًا فَفَتَقنَاهُمَا وَجَعَلنَا مِنَ الْماءِ كُل شَيءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤمِنُونَ2- وَالسمَاءَ بَنَينَاهَا بِأَيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ 3- وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً
قال جملةً يرددها دائماً "three verses changed my life"، وترجمتها ثلاث آيات غيرت حياتي، اذ وجد أن الثلاث آيات تتناول أهم ثلاث نظريات في علوم الكون؛ وهي "الانفتاق" و"التوسع الكوني المستمر" و"التوازن الكوكبي"، وقال: يستحيل على بشر معرفة ذلك قبل 1400 سنة!والحقيقة ليس سوء حظ زوجته فقط، بل سنن الله في كونه القاضية بهداية كل من يبحث عن الحق، والقاضية أيضاً بأن دين الله كلما هوجم ارتفع.يتذكر ريتشارد، أو راشد كما يطيب لبعض المسلمين العرب أن ينادوه، بدقة اليوم الذي اعتنق فيه الإسلام ويقول، إن يوم 19 أغسطس 1993 هو تاريخ فاصل في حياته، لأن فيه عرف طعم الإيمان وصفاء النفس.اضاف في لقاء خاص: "دخلت الإسلام بعد قراءة وتمعن، فأنا خريج الجيولوجيا من جامعة"اكستر" البريطانية، وأشعر أحياناً بالإحباط بسبب شبهة ارتباط الإسلام بالإرهاب".يتكلم ريتشارد بصوت خفيض وتتهدج عباراته، وهو يتحدث عن اللحظة التي وجد فيها نفسه أمام الكعبة المشرفة بعد منتصف الليل، عندما ذهب للمرة الأولى في حياته لأداء العمرة بعد اعتناقه الدين الحنيف...ويقول: "لا أعرف ما حدث لي وأنا الضابط المتمرس المدرب جيدا (...) وجدت نفسي أبكي بشدة، والدموع تنهمر من عيني، لا أعرف حتى الآن سر هذا البكاء الذي أحاط بالمكان، وأوقف لحظات الزمان أمامي".آيات الله في القرآن كثيرة، يقول تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها.إمام وخطيب
[email protected]