عجيلي لـ"السياسة": 500 مليون دولار استثمارات كويتية في تونس

العلاقات بين تونس والكويت تاريخية ونكن كل المحبة والتقدير للشعب الكويتي

اللجنة المشتركة تلتئم قريباً وبوادر مشجعة للنهوض بالتبادل التجاري وتنويعه

20% زيادة في الاستثمارات الأجنبية بتونس العام الماضي رغم التحديات

شوقي محمود

أكد سفير تونس في الكويت الهاشمي عجيلي ان حجم الاستثمارات الكويتية في تونس يصل الى 500 مليون دولار في مجالات عدة، مشيرا الى الاجراءات والقوانين الجديدة المحفزة للاستثمار في تونس، وان بلاده تحافظ على مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار رغم التحديات التي تواجهها.
وذكر في حديث لـ"السياسة" أنه سيغادر الكويت نهاية الشهر المقبل، مضيفا لمست شعورا ايجابيا ومتبادلا لتمتين مسار التعاون وتكثيفه، فضلا عن وجود بوادر مشجعة للنهوض بالتبادل التجاري وتنويعه وخلق مشاريع استثمارية مشتركة جديدة، لافتا الى زيادة 20% في حجم الاستثمارات الأجنبية في تونس العام 2022.
وكشف عجيلي ان الدورة الرابعة للجنة الكويتية ـ التونسية المشتركة ستجتمع في تونس قريبا، حيث يتم الان العمل والاستعدادات المكثفة لعقد هذه الدورة التي ستشهد التوقيع على اتفاقيات عدة جديدة بجانب الاتفاقيات التي تسير العلاقات بين البلدين.
وأشاد بالديبلوماسية الكويتية، مؤكدا أن الكويت تنتهج ديبلوماسية رصينة وحكيمة وأنها تعمل لمصلحة القضايا العربية كما أنها تدعم برامج التنمية في مختلف بقاع العالم، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، نتحدث عن العلاقات التونسية الكويتية خلال فترة عملكم في البلاد؟
العلاقات بين تونس والكويت، تاريخية ومتميزة وهناك عزم مشترك على مزيد تعزيزها في مختلف المجالات والقطاعات، ويمثل التنسيق والتشاور المستمر بين قائدي البلدين الرئيس قيس سعيد وأخيه سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد، الأرضية الصلبة التي تستند إليها مسيرة العلاقات.
وخلال فترة عملي كسفير لبلادي في الكويت لمست شعورا إيجابيا ومتبادلا لتمتين مسار التعاون وتكثيفه، وقد سجلت خلال هذه الفترة بوادر مشجعة للنهوض بالتبادل التجاري وتنويعه وبعث خط جوي مباشرلتونس لتنشيط السياحة وخلق مشاريع استثمارية مشتركة جديدة.

الاستثمارات الكويتية
ماذا عن الاستثمارات الكويتية في تونس؟
تعتبر الكويت من أولى الدول العربية التي استثمرت في تونس، ويقدر حجم الاستثمارات الكويتية نحو500 مليون دولار، موزعة على مجالات عدة، وتضطلع مؤسسة "إكويتي كابيتال " بالتعاون مع عدد من الهياكل والمؤسسات التونسية بدور مهم في توجيه ودفع الاستثمار الكويتي بتونس وتنويعه، حيث تستحوذ الاستثمارات العقارية على حصة 40 بالمئة، تليها الخدمات المالية والتجزئة بـ 22.6 بالمئة و الصناعة والصناعات الغذائية بـ 20 بالمئة والسيولة النقدية بـ 17 بالمئة.
ونأمل أن يتعزز في المستقبل المنظور نسق المشاريع الاستثمارية، وذلك بفضل ما لمسناه خلال لقاءاتنا المتعددة، من حرص ورغبة مشتركة في تفعيل التعاون لدى كل من غرف الصناعة والتجارة في البلدين ومجلس الأعمال التونسي الكويتي وعدد من رجال الأعمال، وبفضل ما أقرته الحكومة التونسية من إجراءات وقوانين جديدة محفزة للاستثمار.
وأود في هذا السياق التأكيد على أن تونس ورغم التحديات التي تواجهها، تحافظ على مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار، والدليل على ذلك هو تسجيل زيادة بنحو 20 في المئة في حجم الاستثمارات الأجنبية بتونس خلال سنة 2022، وهو في اعتقادي مؤشر ايجابي واعد.
وتعـــــد تونس، بفضل ما تزخر به من موارد وكفاءات بشرية وعلمية وبنية تحتية عصرية، وجهة مفضلة للاستثمـــار في قطاعات واعدة مثل الزراعة والسياحة والطاقات المتجددة والبديلة والخدمات التكنولوجيــــة والذكاء الاصطناعي وغيرها، كما أنها تعتبر جسرا للتعاون بين الشمال والجنـــوب وبوابة للقارة الافريقية.
ويمتلك التونسي ميزات تفاضلية بحكم عضوية تونس في مجموعات جهوية مهمة أبرزها اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي والاتحاد المغاربي والسوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا "الكوميسا "، دون إغفال دور الديبلوماسية التونسية في دعم الشراكات المختلفة على غرار مؤتمر " التيكاد "بين اليابان والاتحاد الافريقي وضمن الفضاء الفرنكوفوني وغيرها من الأطر والمنتديات الاقتصادية الهامة التي احتضنتها تونس بنجاح واقتدار.

اللجنة المشتركة
هل من لقاءات قريبة بين كبار المسؤولين في البلدين قريبا؟ ومتى تعقد اللجنة المشتركة؟
اللقاءات بين كبار المسؤولين بالبلدين متواصلة بوتيرة طيبة، ونطمح لمزيد تكثيفها عبر ترتيب زيارات مهمة ومتبادلة في المستقبل.
وتجري استعدادات حثيثة لعقد الدورة الرابعة للجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية قريبا بتونس والتي ينتظر أن يتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات جديدة.

ديبلوماسية رصينة
ما رسالتكـم للكويت قيادة وحكومة وشعبا قبل مغادرتكم للبلاد؟
يطيب لي في هذا المقام، أن أرفع مجددا أسمى عبارات التقدير والاحترام إلى سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد، واسرة ال الصباح الكريمة، متمنيا للشعب الكويتي الشقيق دوام الازدهار والاستقرار والتطور.
لقد أتيحت لي فرصة الاقامة في الكويت والتعرف على مواطن الرقي والتميز في هذا البلد الشقيق الذي يتزعم العمل الانساني وينتهج ديبلوماسية رصينة وحكيمة تعمل لصالح القضايا العربية وتدعم برامج التنمية في مختلف بقاع العالم.
وقد سنح لي تواجدي في الكويت التعرف عن قرب على أصالة الشعب الكويتي وتاريخه الوطني الحافل وعاداته الفريدة وأبرزها الديوانيــات والمبرات التي تعتبـر حلقات فريدة للتواصل والتضامن.
وأتمنى من الله عز وجل أن يحفظ الكويت ويديم عزها، ونحن في تونس نكن كل المحبة والتقدير للشعب الكويتي ونتطلع لمزيد العمل بين البلدين الشقيقين من أجل توطيد عرى الأخوة والتواصل والتعاون.
ولا يفوتني أن أشكر المؤسسات الكويتية كافة على ما تحظى به الجالية التونسية من رعاية واهتمام وحسن تعامل، وأؤكد على أهمية تعزيز حضور الجالية التونسية في بلدهم الثاني الكويت، حيث تمتلك بلادنا قاعدة من الكفاءات المتميزة التي يمكن أن تساهم في مزيد تطوير العلاقات الثنائية.

"السياسة" تعزز التقارب بين الشعوب

في ختام الحوار توجه السفير عجيلي "بفائق الشكروالتحية إلى أسرة "السياسة"، وأعرب من خلالها عن تقديري واحترامي لرسالة الإعلام الكويتي في التعريف بتونس و اهتمامه بالعلاقات الثنائية وتعزيز التقارب بين الشعوب العربية قاطبة.

السفير الجديد لم يحدد بعد

أوضح عجيلي ان اختيار سفير تونس الجديد، لم يتم الإعلان عنه بعد، مؤكدا انه قضى في الكويت 3 سنوات بالإضافة الى سنتين في السودان، وبهذا عمل خارج تونس 5 سنوات، وهي المدة المسموح بها لاي سفير.

الديوانيات ...تواصل وتضامن

حول انطباعه عن الكويت، وجه عجيلي الامتنان والتقدير الى قيادتها وحكومتها وشعبها على التعاون الذي وجده خلال فترة عمله في البلاد، لافتا الى ان الديوانيات والمبرات الكويتية حلقات فريدة للتواصل والتضامن.