عدم حضور الحكومة

طلال السعيد

قاطعت الحكومة جلسة تعديل الدوائر الانتخابية فلم تعقد الجلسة لعدم حضور الحكومة، ولم يكن اسقاط الحكومة للجلسة نتيجة تكتيك سياسي، بل لان مجلس الوزراء لا يملك رؤية معينة في موضوع الدوائر الانتخابية.
مع العلم ان الحكومة تعلم علم اليقين ان التركيبة الحالية لم تعد في مصلحة حكومتنا الموقرة التي اختارت اقصر الطرق واسهلها، وهو طريق مقاطعة الجلسة لتأجيل البت بهذا الموضوع المهم الى اجل مسمى، او غير مسمى، طالما هي خالية الوفاض من هذا الموضوع المهم، وليس لديها تصورها الخاص الذي تواجه به المجلس.
كذلك فهي تريد ان تتفرغ لموضوع التصويت على الثقة حتى تتجاوزه باقل الخسائر، ثم بعد ذلك تتفرغ للمواضيع الاخرى مهما كانت اهميتها!
هذا دليل واضح على ضعف هذه الحكومة التي لا تستطيع ان تتصدى لموضوعين في اسبوع واحد، وليس في جلسة واحدة، حتى ان رئيس الحكومة ألغى زيارة مقررة لحضور مؤتمر امني مهم للتفرغ لموضوع طرح الثقة الذي وصل رقم مؤيديه الى عشرين نائبا حتى الان، والرقم قابل للزيادة، ولو كانت الامور تسير في المسار الصحيح لحضرت الحكومة جلسة تعديل الدوائر وعرضت وجهة نظرها، واستمعت لوجهات نظر الاعضاء في المجلس، وقد يستمر هذا الموضوع لاكثر من جلسة حتى يشبع نقاشا ثم يتخذ بشأنه القرار المناسب، ولسافر سمو رئيس مجلس الوزراء لحضور المؤتمر المهم جدا، وترك امر طرح الثقة لنوابه واعضاء الحكومة للتصدي له.
إلا أن سمو الرئيس لا يستطيع ان يعول على نوابه، او اعضاء الحكومة في موضوع عدم الثقة، ويرى ان حضوره مهم جدا، وانه الوحيد الذي قد يؤثر بالتصويت على الثقة، خصوصا وان المواقف المعلنة للنواب لا تبشر الحكومة بخير، خوفا من ان تكبر كرة الثلج، ويحدث ما لا تحمد عقباه!
حكومة ليست جاهزة، وليس لديها رؤية متفق عليها للمواضيع الهامة، وتنتظر التعليمات لتنفذها حرفيا ومن دون نقاش، واذا لم تكن هناك تعليمات ليس هناك جلسة، وليقل الناس ما يريدون قوله، فليس هناك اجتهاد، وليس هناك رؤية حكومية، انما هي التعليمات التي تنفذ من دون نقاش، والوزراء لم يعودوا سياسيين يرسمون سياسة الدولة العليا، انما هم تنفيذيون، وكل واحد منهم متمسك بالكرسي وميزاته، ولا يهم اذا كان تنفيذيا او سياسيا، فالناس لم تعد تفرق!
موقف هذه الحكومة السياسي ضعيف جدا، والمسألة اصبحت مسألة رئيس مجلس الوزراء الذي عدل عن السفر لعدم وجود البديل، والخوف من ان تفرط حبات المسبحة كلها اذا فرط الشاهد... زين.

[email protected]