الاثنين 23 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

عذر "كورونا"... ومستقبلنا

Time
الثلاثاء 16 مايو 2023
View
13
السياسة
أحمد عبدالعالي بوعباس

كم هي مدهشة سياسة استخدام لغة الأعذار عندنا، أو كما يقال باللجهة الكويتية "العذر بالمخبة"!
هذه السياسة تطبق حاليا على محتوى مقالتنا هذه، وهو عن العذر المستخدم لإيقاف مرفق تعليمي مهم جدا للأطفال في مراحل نموهم المبكر، و إيقاف أكبر مشروع لوجستي ستراتيجي لصالح دولة الكويت ومستقبلها.
"كورونا"، لك أن تتخيل أن هذا المرض الذي ذهب كثير من ضحاياه نتيجة لمضاعفات لقاحاته التجارية التجريبية والذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه لم يعد جائحة، ورغم ذلك لا يزال حجة للمسؤولين عن حديقة الحيوان في العمرية، واستمرار غلقه بوجه الأطفال.
كذلك حجة المسؤولين عن مشروع ميناء مبارك الكبير لاستمرار توقفه والمثالين ما هما الا أمثلة حية عن عملية الاستمراء للكسل والتجاهل، حتى بما يخص تنمية عقول وتفكير الأطفال، وبما هو مرتبط بمستقبل وطنهم.
طبعا لا يخفى على أي عاقل السبب الرئيسي وراء حرية استخدام هؤلاء المسؤولين حجة سخيفة كهذه، وهذا السبب معروف للجميع.
جدير بالذكر ان مشروع ميناء مبارك الكبير هو مشروع ستراتيجي دولي يحقق لدولة الكويت مصالح اقتصادية عليا، ذلك ان هذا الميناء المكون من اربعة مراحل، يستطيع من خلال إنجاز مرحلته الأولى توفير طاقة استيعابية لنحو مليونين وثمانمئة الف حاوية، وسيوفر اكثر من ستين الف فرصة عمل حال انجازه.
هناك الكثير من العراقيل التي وضعت عمدا، ويمكن الإطلاع عليها من خلال التقرير الخاص الرائع الذي اعده محمد السديري والعنود الصباح وصدر من قبل مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية بعنوان "المناطق التنموية الصينية في الخليج: حالة المنطقة الاقتصادية الشمالية بالكويت (مدينة الحرير). تحدث هذا التقرير بشكل مفصل عن الأهمية الستراتيجة للمشروع و تفاصيله، والشكل النهائي لمستقبله لو أنجز، وعرض التقرير لكل العراقيل التي تواجه المشروع، ومنها عوامل جيوسياسية، واخرى داخلية، وعندما ستقرأ هذه العراقيل وتضيف فوقها حجج المسؤول الذي "يكبر المخدة"، لإيقاف المشروع ستكتشف مدى معاناة هذا البلد من ابناءه المتكاسلين، واعداءه الكاسرين.
وهنا نوجه الرسالة الى صانع القرار، اذا كانت المشاريع والمؤسسات ستظل هكذا مهددة ومعرضة للعراقيل، لن نرى اي انجاز، وستصبح هذه الدولة تدريجيا أطلالا.
لذلك نرجو منكم الحزم والهمة والتحرك لإنقاذ مستقبلنا من الضياع.

كاتب كويتي
آخر الأخبار